الجمعة، 5 يونيو 2009

الاسراء والمعراج الامريكى


الاسراء والمعراج الامريكى


"من دخل قاعة المؤتمرات فى جامعة القاهرة فهو آمن .. ومن دخل السفارة الامريكية او الاسرائيلية فهو آمن .. ومن آكل البرجر والكنتاكى فهو آمن ... ومن شرب الكولا والبيسبسى فهو آمن "
نداء تردد فى عقول المصريين بعد ما طل عليهم (الديمقراطية المهداة والحرية المسداة اوباما ) فى قاعة المؤتمرات الكبرى بجامعة القاهرة وقد امتلأت قلوبهم خوفا وفزعا فمنهم الرفاق من اليساريين ..والزملاء من القوميين.. والاخوة من الاخوان المسلمون ... الذين لطالما هتفوا " تسقط امريكا .. وجيوش امريكا .. ودولارات امريكا " و " ويكا يا ويكا يا بتاع امريكا اطرد يلا سفير امريكا " وتذكر كل منهم ماقدمت يداه فى المؤتمرات الحنجورية والمظاهرات اللاسلمية التى كانت تستهدف حرق السفارة الامريكية , فبكى كل منهم على خطيئته وألجمته معصيته , خاصة وأنهم قد احيط بهم بثلاثة آلاف من المارينز غلاظ شداد لايعصون اوباما ما امرهم ويفعلون ما يأمرون , وهاهم وقد جاء يوم الفتح ووقف امامهم اوباما وفى عقولهم يدور سؤال ماذا هو فاعل بنا ؟؟؟؟ ولكن تاتى الاجابة من داخلهم مطمئنين انفسهم : انه اخ كريم وابن اخ كريم من اندونسيا المسلمة , ولم يخيب اوباما آمالهم فكان عند حسن ظنهم لانه على خلق عظيم فقد قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء فاليوم يوم المرحمة لا يوم الملحمة , وقال اوباما خطبته فبدأ بالسلام تحية الاسلام وأوصى بالنساء خيرا ليس لانهم خلقن من ضلع اعوج ولكن لانهن بشر ولابد ان يعيشوا بكرامة
وذكر قوله تعالى " (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) ذلك انه من الصادقين فعليهم ان يكونوا معه حتى يصبحوا من المتقين هكذا تقول كتب الفقه الامريكى , وقال انه لم يأت لينصر الاسرائليين على الفلسطنيين ولا لنصرة خزاعة على بكر ولا حماس على فتح ولكنه نادى بدولتين تقسم السقاية والرفادة وخدمة الحجيج بينهم , وعن 11 سبتمبر قال: عفا الله عما سلف ومن عاد ينتقم الله منه , وارتدى العمامة والجلباب ليقول لابن لادن وتابعه الظواهرى حكم الله فيهم وقال "من قتل نفسا بغير حق أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" ودعا الجميع للعمل المشترك وذكر قول الله تعالى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم غند الله اتقاكم "
وفى حضرة اوباما تجلت معجزات كثير و تحققت نبؤات اكثر كان اولها وقوفه فى قاعة جمال عبد الناصر خطيبا بحضور الكثير من الناصريين ودعاة القومية القدامى والجدد !! .. وثانيها معجزة شق صدور الحاضرين واستخراجه من قلوبهم الكراهية للاسرائليين , فقد حضر السفيرالاسرائيلى شالوم كوهين الاجتماع وجلس مع الشيوخ والسياسيين حكوميين ومعارضين ونسى كل منهم ماكانوا يرددوه من شعارات لمواجهة ما اسموه التطبيع وحضر السفير بدعوة من شيخ الازهر!! ورئيس الجامعة كما حضر ممثلا عن البهائيين بدعوة من شيخ الازهر!! واختلط الحابل بالنابل وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكنه الفتى الاسمر الذى سحر القلوب والالباب والذى الجم مرشد الاخوان فصام عن الكلام حتى لا يعلق على الخطاب الا بعد مرور ثلاثة ايام.... لعل الله يهديه ويمنحه " الفهم" الذى هو اول اركان البيعة الاخوانية لفك طلاسم الخطاب الاوبامى , و فى الوقت الذى برر فيه سعد الكتاتنى عضو مكتب الارشاد حضور الخطاب بالرغم من وجود السفير الاسرائيلى بقوله :" انه اجتماع عام وليس مائدة مستديرة " فقد حقق اوباما معجزته الثالثة وهى المائدة المستديرة التى ضمت صحفيون من مصر والسعودية وإسرائيل والأراضى الفلسطينية وماليزيا وإندونيسيا لعمل حديث صحفى مع اوباما , ليذهب قرار الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين بمنع اى مظهر من مظاهر التطبيع الذى صدر عام1980 ادراج الرياح , ليبقى السؤال هل ستتخذ النقابة موقفا ضد الصحفيين المصريين الذين شاركوا فى المائدة المستديرة ام ان اوباما يَجِبُّ ما قبله وما بعده ؟
هذه هى معجزات اوباما فى رحلته التى سرى فيها من واشنطن الى القاهرة ثم اعرج به الى عقول المصريين ليصبح " صلاح الدين " الذى طالما انتظروه يأتى بسيفه وحصانه ولكنه يأتى اليوم من واشنطن راكبا طائرة فى رحلته التى لم تستغرق اكثر من تسع ساعات
اوباما لن يقاتل المرتدين عن الايمان به.. وربما يغفر لابن لادن لو تعلق باستار البيت الابيض ولكن يبقى السؤال هل ما قدمه اوباما من معجزات تكفى لدخول النةالتى وعدنا بها وهل جنة اوباما حقيقة ام سراب بقيعة نحسبه لاننا ظمآنيين طوق النجاة ؟
فى النهاية هل نستطيع ان نقول ان اوباما نجح فيما نجحت فيه " الابلة عفت عبدالكريم " بطلة مسرحية مدرسة المشاغبين لكاتبها الرائع (على سالم )- داعية السلام مع الاسرائليين - بزيارة واحدة لمصر نجح فى ترويض المشاغبين المصريين – الذين لا يعرفوا مصلحتهم جيدا - للجلوس فى مقاعد الطلبة وكأن على رؤوسهم الطير فى المدرسة الامريكية التى هى لعب وفن وهندسة وBody language