الأحد، 20 يونيو 2010

حتى لا يتكدر صفو أولاد (البيئة ) القضائية

الحصن الحصين ... والسبع المنجيات ....كاشف الغمة لإنقاذ الامة ...كل هذه الكتب وغيرها من كتب الأذكار والأدعية والصلوات أعتكفت عليها بعد ان أصابنى الفزع والهلع وأنتابتنى الرجفة عندما علمت من بيان " نادى القضاة " ان هناك محاولات من المحامين" لتكدير صفو القضاة " وتاكدت لى الكارثة بعدما قرأت حيثيات الحكم الصادر بسجن اثنين من المحامين فى طنطا , الذى جاء مؤكدا على ان المحامين " الفئة الباغية استحلوا الاعتداء على سدنة الحق والعدالة فى محرابهم المقدس " وافتقدت ساعتها بشدة الفنان الراحل (يوسف وهبى) ليصرخ معى بأعلى صوته " ياللهول " فقد تكدر صفو القضاة , وبحثت جاهدا فى كل هذه الكتب عن صلاة او دعاء او ترتيل يرفع مقت وغضب القضاة , بل وأعدت مشاهدة كل افلام الرعب والخيال العلمى التى تناولت كارثة " تكدير صفو القضاة " , فلم أجد فى تاريخ السينما من كان يملك الخيال الخصب ليصوّر لنا كيف يكون غضب القضاة فى حالة تكدير صفوهم , وكيف يمكننا مواجهة تلك الكارثة , وتوالت على راسى التخيلات المريعة وانا احاول ان اتخيل ماذا يمكن ان يحدث لو تكدر صفوا القضاة , وارتجفت وانا اتصور قضاتنا وهم غاضبون على منصتهم لا يسمعون لمرافعة المحاميين ويقاطعونهم بمقولة : وبناء عليه يا استاذ ... طلباتك ؟ .... تخيلت غضب القضاة وقد كان سببا فى تعطيل التقاضى فأصبحت دعوى (صحة التوقيع) – دعوى يمكن ان يحكم فيها من جلسة واحدة - يتم تأجيها بالشهور وربما بالاعوام , تخيلت غضب القضاة وقد دفعهم للعمل فى المداولة بعيدا عن اعين المتقاضين وبالمخالفة لمبدأ علانية الجلسات .. يأكلون ويشربون ويدخنون ويتكلمون فى هواتفهم , تخيلت القضاة وهم لا يعملون طوال اشهر الصيف ويتم تاجيل القضايا( إدارى) او لاى سبب , ويتوقف الفصل فى الدعاوى لمدة اربعة اشهر كاملة , تخيلت الغضب وقد استولى على القضاة فأصدروا احكاما على المجنى عليهم بدلا من المتهمين , واصبحت أخطاء القضاء اكثر من صوابهم , وافتقد الناس ثقتهم فى التقاضى فأصبح الاغنياء منهم يلجأون للتحكيم فى مراكز التحكيم , والفقراء تنازلوا عن حقوقهم, فخسارة قريبة خير من مكسب بعيد ... .... كل هذه الكوارث يمكن أن تحدث !!!!! وأكثر منها .... فقط ...لا قدر الله ....إذا نجح المحامين فى مساعيهم لتكدير صفو القضاة ....... لذلك كان لزاما على ان اجد سبيلا للحيلولة دون وقوع هذه الكارثة , وأن ابحث عن كل ما يرضى القضاة ويحقق أمانيهم وكما يقول الحكم الذى قضى بحبس المحامين فى طنطا " حتى تظل العدالة وحماتها فى مكانتها السامقة التى تشخص اليها الابصار , وتهفو اليها القلوب , ويلجا اليها المظلوم لدفع الظلم عنه " فلم أجد أفضل من أقوم بدراسة بحثية أتناول فيها التركيبة الاجتماعية التى يتكون منها القضاة فى مصر .. مؤهلاتهم ... درجاتهم العلمية ... ميولهم ...ثقافتهم ...تواجهاتهم ...قناعاتهم ....ما الذى يغضبهم وما الذى يسرهم ؟ فبالبحث والدراسة يمكننا الكشف عن موطن الخطأ ومن أين جاءت الخطيئة , وكلى أمل أن تسمح لى وزارة العدل ومكتب النائب العام والتفتيش القضائى والمجلس الأعلى للقضاء بالإطلاع على بيانات السادة القضاة من خلال ملفاتهم الموجودة فى هذه الهيئات لنعرف من أين تاتى مصر بقضاتها ؟ وحقيقة ما يطلق عليه ( البيئة القضائية) وهل صحيح ان السلك القضائى تحتكره عدد من العائلات؟ وماهى الصفات الوراثية التى تتمتع بها هذه العائلات بخلاف باقى المصريين ؟ وكم من رجال الشرطة اصبح قاضيا او عضوا فى النيابة العامة خلال السنوات القليلة الماضية ؟ ومن أين تحديدا فى قطاعات الشرطة – أمن الدولة , المباحث , الامن العام - يتم قبول الضباط فى السلك القضائى ؟ وهل هناك توأمة بين القضاة والشرطة تحديدا ؟ ومتى بدأت هذه التوأمة ... هل بدأت بعد حادث ضرب القاضى رئيس المحكمة أمام نادى القضاة على ايدى رجال الشرطة وإصابته إصابات بليغة والتى لم يقدم اى متهم للمحاكمة فى هذه الواقعة حتى الان ؟! وماهى درجات وصلات القرابة التى تجمع بين قضاة مصر وأعضاء النيابة فيها ؟ ومن خلال الشكاوى التى تتلاقها إدارة التفتيش القضائى سيمكننى الوصول الى اسباب تكدير صفو القضاة التى تواترت وأسباب شكوى المواطنين من القضاة وماهى نوعية هذه الشكاوى ؟ كم نسبة الاتهامات بالرشوة والمحسوبية ؟ وكم نسبة الشكاوى من الخطأ فى الاحكام ونسبة الشكاوى من سلوكيات القضاة ؟ وكلى طمع ان يمنحنى المجلس الأعلى للقضاء سجلات المجالس التاديبية ومجالس عدم الصلاحية للقضاة وأعضاء النيابة ....كل هذا من اجل التعرف على الحالة المزاجية للسادة القضاة عن قرب , لتوفير سبل الراحة والطمأنينة , وحتى لا تحدث كارثة تكدير صفو أولاد ( البيئة ) القضائية .

فهل ستمنحنى وزارة العدل والتفتيش القضائى والمجلس الاعلى للقضاء ومكتب النائب العام هذه البيانات من باب الحق فى المعلومة وإعمالا لمبدأ الشفافية أم لا ؟


احمد ابوالمجد

القاهرة 18 يونيو

الأربعاء، 16 يونيو 2010