الجمعة، 25 سبتمبر 2009

Gigolo الجيجولو


اميل فى مسرح الحياة الى دور الشاهد وأتجنب منصة القاضى.. فمن أكون لأصبح إلها يحاكم البشر؟ وأترفع عن الاتهام فقديما قالوا:( لاتدينوا حتى لا تدانوا ) وأستشعر الحرج من الدفاع حتى عن نفسى , فلست متأكدا من براءتى الكاملة , لذلك أنا أشاهد الحياة أكثر من ان أعيشها,أتابع حياة من حولى كمتابعتى للأفلام, فكل من حولى أبطال لروايات تتداخل وتتقاطع وتتشابك فيما بينها لكن فى النهاية تفض الحياة هذه الاشتباكات لتجعل لكل واحد قصته الذى يلعب فيها دور البطولة المطلقة , تستهوينى البداية لانها تعطينى مفاتيح القصة وتسعدنى النهايةلانها دائما تؤكد صدق حدسى وتخمينى وقدرتى على قراءة البشر , كثير من الروايات من حولى بدأت وقليل منها انتهى , وبين البدايات والنهايات تتشابه المواقف وتختلف , ولكن يبقى الخط الرئيسى للانسان باقى , فالانسان كالقطار الذى يبدأ رحلته فى مكان ثم يظل يتنقل فى الاماكن المختلفة لكنه ينتهى فى مكان آخر بعيد كل البعد عن بدايته لكن يبقى هذا القطار على قضيبيه لا يملك الخروج عنها, يختلف المكان والزمان والاشياء ويبقى المعدن الذى منه الانسان ...فالناس معادن .. وعلى الاصل دور..لذلك لم اتعجب من مواقف يهوذا صديقى اللدود بل وألتمس له الأعذار فأنا أدرك انه يطوى بين جنبيه معدنا رخيصا لن يحمله ان يرتقى يوما من الايام عن الحضيض الذى بدأ به طريقه والذى لابد وان ينتهى فيه, وها هو على خطى الوضاعة الذى اتخدها نبراسا ومنهجا ...فبالرغم من مرور سنوات طويلة على اول لقائى به الا اننى مازالت اتذكر محمد ذلك الشاب خريج كلية الحقوق الذى لم يكن يفكر فى شئ سوى فى حلمه ان يتعرف على فتاة امريكية او أوربية عن طريق الانترنت ليكون لها( بوى فريند boy friend ) ثم تصطحبه معها الى بلادها فيعيش هناك ..كيف ؟ ..ومن اين؟.. لايهم ولكن المهم عنده هو ان يهرب من وطن يكرهه ويبحث عن اى طريقةللهروب منه .... ( Womanizer ) ( Gigolo جيجولو ) يبيع جسده للنساء.. وربما لمن يشترى- رجل مومس - هذه كانت نقطة انطلاقه وهذه عقيدته وهذه مبادئه وهذا حلمه الذى طالما كان يحلم به ويا لها من انطلاقة وياله من حلم , حلمه الذى لم يدخر له جهدا سوى تسمين جسده ونفخ عضلاته فى الجيم وبقاءه لساعات امام جهاز الكمبيوتر ودخول غرف الدردشة للبحث عن غايته ومنتهى أمله , ولكن لأن السماء لا تمطر باحثات عن الهوى فقد مل صديقى الانتظار ودفعته الاقدار الى سلم نيابة أمن الدولة – محامى سلم - كأحد معاونى واحداً من محامى الجماعات الاسلامية ممن احترفوا المتاجرة بآلام المعتقلين وابتزازهم فالطيور على أشكالها تقع , اتقن صديقى اللعبة لسهولتها واثبت فيها جدارته فى وقت قياسى نظرا لما يملكه من مواهب الابتزاز, وفى سرعة البرق احترف صديقى الصنعة وأرتدى مسوح الاسلاميين وهو الذى لم يتلبس يوما بحضور جلسة علم أو حلقة مدارسة اوتبع شيخا قبل ذلك ولكنها الغاية التى تبرر الوسيلة والنفاق موهبة صديقى الوحيدة والتى كفى بها موهبة فالنفاق ليس عملاً سهلاً أو هيناً بل هو يحتاج إلى أكبر قدر ممكن من التحكم فى العواطف و فى تعبيرات الوجه و انتقاء الكلمات باختصار : النفاق ليس لعبة للهواة ، و من يحسن النفاق يستحق المكافأة التى سينالها من حظوة و نفوذ و ثراء ..برع يهوذا فى ذلك وتجاوز حظه العاثر فى بيع جسده للنساء ببيع آلام المعتقلين , فقد كان الشيطان يدخره لاعمال اخرى أهم من البغاء ,فيهوذا منذ عرفته كان خائنا ,وهذا ليس بعجيب فمن يخدع ويخون نفسه تكون خيانة الاخرين وخداعهم لذة وقد كانت اول مشاهد الخيانة فى بداية طريقه عندما تخرج و لم يرغب فى العمل بالمحاماة واستبدلها بالعمل فى صيانة اجهزة الكمبيوتر, حتى انه ذهب ذات يوم لمنزل الاستاذ سامح عاشور لاصلاح جهاز كمبيوتر وظل قرابة شهر يحكى ما رأه لكل من يقابله- بالرغم من عدم اهمية ذلك - الا انها عادته فى الخيانة التى لم ولن تفارقه وهو ماجعلنى ارفض استقباله فى بيتى حتى هذه اللحظة , فمن لحظتها وانا ادرك انه لايؤتمن على شئ حتى ولو كان مجرد دخول البيت , مرت الايام والليالى وهى تمنحنى كل يوم معرفة صفة ذميمة فى صديقى اللدود ولكنى كنت اغفر له فكما قلت اننى أميل فى مسرح الحياة الى دور الشاهد واتنحى عن دور القاضى او الاتهام وأحمل صليبى.... وأحب أعدائى , لكن يظل الطبع الخبيث سائداً فى الروح الدنسة التى تأبى الا ان تفسد كل الاشياء الجميلة وتدنسها برجسهاوهذا مافعله ذلك الدنس ( الجيجولو ) , فأنا لم املك يوما اموالا او عقارا ولكنى أفخر بأننى املك عدداً من القلوب الطاهرة تلتف حولى فى سياج من الاصدقاء والاحباب ,كان منهم صديق طفولتى التى ظللنا معا من يوم دخولنا المدرسة الابتدائية حتى انتهينا من الدراسة فى الجامعة يوما بيوم وعاما بعام نأكل ونشرب ونذاكر نقتسم اللقمة والكتاب لسنوات زادت عن العشرين عاما فقد كان شريكى فى جنة على الارض يؤثر فيها المرء صديقه على نفسه حتى جاء الشيطان فوسوس له فأخرجنا مما كنا فيه بعد ان سمم بئر صداقتنا التى فشلت شياطين الجن فى افسادها لمدة عشرين عاما ليحترف بعد ذلك إفساد ذات البين بين الاصدقاء والشركاء وليفسد حياة كل من يتسلل الى حياته ليستمتع بمبمشاهد الخراب الى يبقى هو فيها ينعق نعيق الغربان , ولنا فى ماحدث بين الصديقين فى شبكة المحامين العرب خير عبرة وعظة فقد افسد العاهر الذى باع نفسه لسيده العلاقة بين سيده وصديقه لينفق سيده مئات الاف على المحامين وغيرهم ولم ولن يستفيد سيده شيئا الا خراب مشروعه بينما أكتظ حساب الجيجولو بالريالات وقريبا سيحل بسيده الخراب على يد نذير الشؤم هذا فهو دائما وابدا يحاول الصعود على اجساد الاخرين لا يلوى على شئ سوى مصلحته اللحظية حتى لو كان ذلك على حساب دماء الابرياء التى أضاعها فى قضية ضحية المطرية التى قتلها ضابط شرطة وتسبب هو بجهله فى حصول الضابط على البراءة وحبس سائق الميكروباص البرئ!!! وكذلك فى قضية ضابط الشرطة الذى احدث عاهة مستديمة باحد الشباب ثم ساوم التعس ضابط الشرطة وقبض منه وتصالح ليضيع حق الضحية !!.....والوقائع اكثر من ان تحصى , فالخيانة تجرى فى دماءه مجرى الدم , وليعلم سيده انه ان كان معه وله اليوم فهو غدا عليه , فالعاهرة لا تبيع الحب ولكنها تبيع اللذة الجسدية لمن يملك ثمنها العاهرة يتم مضاجعتها لـ افراغ شهوة جسدية و الحصول على اللذة و لا يتم تبادل الغرام معها او مضاجعتها كـ تعبير عن الغرام و الحب كما هو الحال بين المحبين , العاهرة تبيع قدرات جسدية او امكانيات معينة بمقابل مادي , والعاهرة والجيجولو صنوان لا يختلفان , وصديقى الجيجولو قطاره يسير على قضيبين هما الخيانــــــــــــــــــــــــــــة والخســـــــــــــــــة, بدأ حياته بمحاولة لبيع جسده لأمرأة, وهاهو اليوم يبيع نفسه لثرى عربىوغدا يدور القطار دورته على قضيبيه لينتهى فى مستنقع جديد تنمو فيه الخيانة والخسة, معدن صديقى الجيجولو ولمن لا يصدق فأقرأو له وصلات النفاق التى يكتبها فى الاسرة الحاكمة من آل سعود فى الوقت الذى لايترك فرصة الا ليذم وطنه واهل وطنه .فى النهاية أؤكد اننى أرفض ان أكون قاضيا اوممثلا لإدعاء او دفاع واتمسك بحقى فى الشهادة على صديقى الجيجولو الذى كنت بالنسبة له كالمسيح لتلميذه يهوذا الاسخريوطى الذى سلمه لاعداءه بثلاثين من الفضة, فكثيرا ماوشى بى الجيجولو كما وشى بأكثر من مسيح مثلى كان له الفضل عليه , لكنى لا انتظر من يهوذا هذا العصر ان يفعل كما فعل الاسخريوطى فقد رد المال الى اليهود وقتل نفسه تكفيرا عن خطيئته , فالاسخريوطى كان تلميذا للمسيح وكان صاحب قضية لكن الجيجولو لم يتلبس يوما بالدفاع عن حق او حتى الوقوف فى وجه عسكرى مرور , فدائما كان الجبن سيده .

احمد ابوالمجد

محامى الفقراء