الأربعاء، 11 مايو 2011

كوندوم





هل سأجد البواب عند باب العمارة ؟ وماذا سأقول له عندما يسألنى عنها ؟ أسئلة حاولت الاجابة عليها وانا اقاوم تأثير البيرة , وكلى أمل ان تترك المائة جنيه التى اعطيتها للبواب نهاراً آثرا ايجابيا فى نفسه ليلاً , انها الاسئلة المقررة على شاب يصطحب فتاة بعد منتصف الليل تفوح منهما رائحة البيرة , بداية من سائق التاكسى مرورا بضابط الشرطة فى الكمين وانتهاءاً ببواب العمارة , اسئلة امتلك دائما الاجابة بطريقة (الترغيب والترهيب ) التى تعلمتها على يد مولانا شيخ الجامع السلفى عندما كنت صغيرا , فالبشر يعيشون بين الخوف والرجاء , ومن لا تملك إخافته تملك رجاءه " والايد اللى ما تعرفش تقطعها بوسها " و " ومن حفظ المتون نال الفنون " , لكنها فاجأتنى بسؤالها الذى يأتى من خارج المقرر بقولها : أنت مسلم والا مسيحى ؟ .... بسخرية جاءت اجابتى : ما تخفيش انا حافظ دعاء الركوب , أسئلة كثيرة اعتدتها قبل مثل هذه اللقاءات , فمن النظرة الاولى فى البار تبدأ الاسئلة المسموعة والمرئية والمفترضة والمعلنة والمخفية , لكن سؤالها كان جديداً وغريبا , ربما اغرب من سؤالها : انت قلت ( نعم ) والا ( لا ) فى الاستفتاء ؟ يبدو ان السياسة اصبحت تخترق كل شئ , وبعدما كنا ممنوعين من السياسة فى الجامعة وفى الاحزاب وفى كل مكان سنمارسها فى المضاجع , ويبدو ان المضاجع ستتحكم فى كل شئ فى حياتنا , فقد حكت لى حكايتها مع شاب مسيحى اصطحبها فى ليلة الى شقته وبعد دخولها معه الشقة بأقل من نصف ساعة وجدت عشرات الجيران يحاولون اقتحام الشقة مما دفعهما للفرار من شباك (المنور) قبل أقتحام الجيران الشقة , وهذه الواقعة هى سبب سؤالها عن ديانتى , فنحن فى مجتمع محافظ ! يراقب الجيران اعضاء جيرانهم التناسلية ! ,فعندما يقيم شاب مسلم مع فتاة مسيحية علاقة يراها السلفيين نصرة للاسلام وغزوة لابد ان ينتصر فيها الاسلام , بينما تقوم القيامة لعلاقة رجل مسيحى بفتاة مسلمة , فارقت الاسلاميين منذ سنوات طويلة لكنهم لم يفارقونى حتى فى لحظات النشوة تطاردنى ظلالهم حتى فى المضجع أحاول التخلص منهم بكل الطرق لكنهم يقتحمون كل الطرق , أذهب الى البار واشرب عدد من زجاجات البيرة لتمنحنى الجرأة لمغازلة فتاة واصطحابها الى الشقة , لنقضى ليلة حمراء , فأجدها تسألنى عن ديانتى ! ثم نقضى الليلة نسأل انفسنا عن ماذا سيحدث لو حكم الاخوان او السلف مصر ؟! ويحتدم النقاش بينى وبينها ونختلف فأنا ارى ان الديمقراطية ستجبر الاخوان على احترامها واننا مقدمون على عصر التداول السلمى للسلطة , لكنها ترى عكس ذلك : سيأتى الاخوان ويلعبون لعبة الديمقراطية مرة واحدة (فالسياسة نجاسة) والنجاسة يمارسها الشيوخ مرة واحدة ويتوبون بعدها توبة نصوح , هكذا قالت لى وبعدها قصت لى قصتها مع شيخ الزاوية الذى راودها عن نفسها وأوقع بها ليفقدها عذريتها ليجبرها على الزواج منه لتعيش فى الحلال ! فهل ستعيش مصر فى الحلال مع الاخوان ؟ , مزيد من البيرة كانت قادرة على رأب الصدع بيننا , ليلتئم الشمل ... ويلتئم ...ونُلقى الاخوان والسلف من فوق السرير , من اجل صراع سلمى على النشوة بيننا , ينتهى بصرخة خافتة تخشى جيران يسترقون السمع , وبإستقرار الاوضاع ينتهى كل شئ ,امد يدى لانزع ( الكوندوم ) والقيه على الارض , تمد يدها وتلتقطه وتضعه امام عينى , وتبتسم وتقول : الديمقراطية والانتخابات هما ( الكوندوم ) الذى سيستخدمه الاخوان مرة واحدة .