السبت، 27 ديسمبر 2008

]دولة المكفراتية


دولة المكفراتية

الذي يخوض في سيرة الناس نمام

والذي يخوض في أعراض الناس قاذف

والذي يخوض في ضمائر الناس سئ الظن

والذي يخوض في عقائد الناس وإيمانهم مكفراتي


دائما أحافظ على شعرة معاوية التى لا تجعلني احتكر الحقيقة والحق و الصواب واضع في اعتباري دائما ولو بنسبة واحد فى المائة انى مخطئ , والآخرين على حق , لذلك دائما ما أراجع نفسي مرة ومرة وألف مرة خوفا أن يضيع عمري في الضلال ....ومن هنا تعددت تجاربي في الحياة وانتماءاتي الفكرية والسياسية

وبالرغم من قناعاتى الأكيدة ان( المتأسلمون ) الذين يحتكرون الحقيقة ويتكلمون باسم الله وهم أعدا أعداء الله لانهم هم اعدا اعداء البشر والحق والعدل والجمال والعقل , وان المتجهمين المتنطعين المتشددين , المتفيقهين , هم مرضى نفسيين أكل أكبادهم وقلوبهم الحقد والكراهية فأرادوا ان يدخلوا كل الناس النار , فلم يجدوا سبيلا الى ذلك الا ان ان يدعوا أنهم وكلاء الله في الارض وانهم هم كهنة معبد الاسلام ويجب على الجميع ان يذبحوا قربانهم من الطاعة والولاء على مذابحهم هم ,إرضاء لضغائن نفوسهم المريضة .

إلا اننى دائما ما كنت أضع في اعتباري اننى ربما أكون ظالما لهم , مخطئا , متحامل , وهذا ما كنت أضعه امامى طوال الوقت واذكر به نفسي , وكنت دائما احتاج الى تجارب عملية لتؤكد او تنفى ما اؤمن به وما اقتنع به .

وفى الفترة الأخيرة انشغلت بالعمل عن متابعة الكثير من المنتديات والمدونات على شبكة المعلومات الدولية , وكان من اهم هذه المنتديات هو منتدى المحامين العرب الذى يضم نخبة كبيرة من المحامين العرب فى عدة دول عربية , وبالرغم من سعادتى البالغة لمتابعة كل الموضوعات على هذا المنتدى, واعتزازى بكل من يكتب فيه , الا انه فى الفترة الاخيرة هاجر كثير من اصحاب الراى المنتدى وحل محلهم المتأسلمون بصراخهم المعهود , وتشنجاتهم الدائمة , وكنت اظن ان سيطرة المتأسلمون على المنتدى , هى نهاية لصراخهم وتشنجهم المعهود خاصة انهم جمعيا خاضوا الكثير من المعارك سويا وفى خندق واحد ضدى وضد الاخرين وكانوا دائما يصنفون الناس صنفين , فهم دائما حزب الله , وكل من يخالفهم هم حزب الشيطان , وبعد ان نجحوا فى اقصاء الكثيرين من المنتدى بسبب تطاولهم وجهلهم الدائم الذى دفع بالكثيرين ان يتجنبوا النقاش معهم , إيثارا لوجع الدماغ بلا اى فائدة , فهم لا يؤمنون بالحوار ولا بتنقيح الأفكار المتبادل او حتى تبادل الخبرات والمعارف ولكنهم ينطلقون من فكرة واحدة وهى أن مهمتهم الكبرى هى هداية البشر , من اى شئ او الى اى شئ , لا ادرى , ولا هم يعرفون, ولكن المهم ان يهدوا الناس الى طريق الغباء الذين يسلكونه .

لذلك كنت اظن ان سيطرتهم على المنتدى ستكون النهاية السعيدة لهم ليبدأو عهدا جديدا ... يرضع فيه الكبير , ويتبركون ببول النبي , ويتداوى ببول الإبل , ويجتهدوا فى حكم قربة الفساء هل هى نجسة ام طاهرة ,و يقرأو كيف يعود الشيخ الى صباه , وهكذا

الا اننى فوجئت ان الاخوة المجاهدين الذين طالما تعاونوا على تكفير وتفسيق وتأثيم الخلق قد انقلبوا على بعضهم البعض واصبحوا فرقا وطوائف ومذاهب يكفر بعضهم بعضا وانقسموا الى حزبين حزب الله وحزب الشيطان

لتبدأ اللعبة من جديد تماما كما كنا صغارا نلعب العسكر والحرامية , فكما لابد ان يكون هناك عسكر وحرامية

لابد ان يكون كفار ومؤمنين

ووجدت ان واحدا منهم بدأ يكفر الاخوان المسلمون ويذكر ماقاله زعماء الجماعة ليكون حجة عليهم لتكفيرهم , ويرد عليه متشيع للاخوان بانه هو الكافر لان من يكفر المسلم هو كافر , لتدور رحى التكفير تحصد الجميع

وتبدأ دولة المكفراتية من جديد دورتها

لتؤكد لى فى النهاية ان المسألة ليست مسألة ايمان وكفر ولكنها مرض نفسى اصيب به القوم ولابد ان يذهبوا الى الطبيب للشفاء

شفانا الله واياكم ووقنا شر المكفراتية وفيرس التكفير
رابط منتدى المحامين العرب
http://www.mohamoon.com/montada/Default.aspx?ParentID=541&Type=2
احمد ابوالمجد
محامى الفقراء

الجمعة، 12 ديسمبر 2008

انا المصرى ... مسحول من الرجلين

اللى بيجروه على الارض من رجليه فى الصورة ده مش خروف العيد اللى ضحت بيه وزارة الداخلية بمناسبة عيد الاضحى لا ده بنى آدم.. انسان .. مواطن .. مصرى .. يمكن يكون متهم بأى تهمة .. لكن المتهم برئ حتى تثبت ادانته ..
كبر الصورة واتأمل
وتخيل لوكنت مكانه
وقول معاى
انا المصرى كريم العنصرين

الاثنين، 20 أكتوبر 2008

الشرطة ولدغة الحب (Love bite)




الشرطة ولدغة الحب (Love bite)









عندما يشتعل الجسد بالرغبة لا يطفئه إلا لهيب جسد اشد اشتعالا , وفى بوتقة المضجع , تنصهر المتعة , وتتدفق حمم النشوة , عندها فقط يهدأ البركان , وتعود الأجساد إلى الوعي , فتستتر , ويسترد العقل سلطانه , فيتربع عليه , وينظر المرء الى جسده فى المرآة ,فيجد فى وجهه او رقبته اثرا باقيا لهذه الملحمة , انها لدغة الحب او ال Love bite ذلك التجمع الدموى الذى يأخذ فى البداية لونا احمر ثم لونا داكنا بعد ذلك ,انها ضريبة الرغبة المشتعلة التى يدفعها الجسد عندما تصر اسنان العشاق ان تدخل حلبة النشوة ..
اكثر من فاعلية خلال أسبوع واحد أحضرها.. كلها تناقش جريمة التعذيب فى مصر , بداية من مؤتمر عن وضع استراتيجية للقضاء عليه , مرورا بجلسات عمل لاتخاذ اجراءات ضد حوادث التعذيب الاخيرة ضد مواطنين فى الاسكندرية والمنيا على ايدى ضباط الشرطة وانتهاءا بمؤتمر صحفى للضحايا واهاليهم يصفون ويحكون عن الانتهاكات ووقائع التعذيب , حمادة عبد اللطيف رب اسرة ذهب بأبنته الى المدرسة فلم يعد واصبح طريح الفراش بين الحياة والموت بسبب اعتداء الشرطة عليه لانها كانت تمنع التلاميذ من دخول مدرسة الجزيزة التى يديرها الاخوان المسلمون , خليل ابراهيم رجل فى الثانية والستين من عمره اقتمحت المباحث منزله للقبض على ابنه فلم تجده فأشعلت النار فى المنزل , ليحترق الرجل المسن , ولتحرر ضده الشرطة محضر تعدى , ليبقى محبوس حبسا احتياطيا فى المستشفى وهو محترق , , ميرفت عبد الستار عبد الفتاح سيدة حامل اقتحمت الشرطة منزلها للتفتيش عن مسروقات وتعدى عليها الضابط بالضرب مما تسبب فى وفاتها واعتقلت الشرطة اهلها والجيران ... الخ منظمات حقوق الانسان تصرخ ووزارة الداخلية تنفى , تقارير منظمات حقوق الانسان ترصد وتوثق آلاف وقائع التعذيب ووزارة الداخلية لا تمتلك أذنا لتسمع هذه التقارير , وبين النفى القاطع والاثبات القاطع تبقى جريمة التعذيب كعضة الحب التى تراها ككدمة داكنة اللون فى رقبة او وجه العاشق لكنه لا يرى انها تعذيب لانها ابن شرعى لنشوة المضجع , وهذا ما لايدركه الكثير من الناس , فطبيعة العلاقة بين وزارة الداخلية او جهاز الشرطة والشعب علاقة مضاجعة على سرير اسمه الوطن , يتسرع البعض ويحاول تصحيح اسم هذه العلاقة ليجعلها اغتصاب , مدعيا ان شرط الرضا غير موجود , وان هناك اكراه , لكن الحقيقة التى نتغافل عنها هى ان " كل شئ بالخناق الا ال....... بالاتفاق " واذا كان فى الاثبات المدنى انه لاينسب لساكت قول , لكن فى امور العاطفة " السكوت علامة الرضا " الكل يسكت تعنى ان الكل راضى , ولم يبق الا التنفيذ على فراش الوطن , الشرطة تضاجع الشعب , وكل احداث التعذيب هذه هى آهات الجماع عندما يتحد ويتوحد الالم بالمتعة , قديما كانت الشرطة فى خدمة الشعب , تماما كما يكون حارس العمارة فى خدمة السكان , ولكن اذا جمع حارس العقار واحدى السكان بوتقة المضجع , يصبح الحارس وصاحبة العقار فى خدمة المضجع , وهذا ما حدث فى تغيير شعار الشرطة " الشعب والشرطة فى خدمة الوطن !! " , اسلام نبيه , ومحسن السكرى وغيرهم من الضباط المتهمين بجرائم التعذيب والقتل هم ابناء هذه العلاقة الاثمة ولان العلاقة على فراش الوطن" فالابن للفراش وللشعب الحجر " , انهم ابناء الحرام السياسى لذلك يحيميهم النظام و تغض النيابة الطرف عنهم ويترفق بهم القضاة فى احكامهم .

..للمضاجعة اوضاع كثيرة واشكال اكثر , المضاجعة فى التقارير الامنية التى لابد منها للتعيين او الترقى او القبول فى كل الوظائف بصرف النظر عن الكفاءة بداية من الاوقاف وشيوخها مرورا بوزارة التربية والتعليم والجامعات من وظيفة معيد الى رئيس الجامعة وتعيين العمد والمشايخ والموافقة الامنية على كل شئ بداية من انشاء الشركات والجمعيات الاهلية والمؤسسات وليس انتهاءا بتصريحات دخول مناطق محددة ممنوع من دخولها المواطن المصرى ..... الخ" الشعب حرث الشرطة يأتيها أنى شاء ", تصرخ منظمات حقوق الانسان , و تكتب الصحف عن جرائم التعذيب , هذا كله تراه الشرطة تمنعا ليس اكثر ," يتمنعن وهن الراغبات " فى المظاهرات ارى جزءا من الشعب يرفض.. يحتج.. يعتصم. فتضم الشرطة جسد الشعب بقوة الى صدرها تعتصر الشرطة ذلك الجسد لتشعرها بحرارة ذلك الجسد ولذة الاقتراب , يتعانقان , يقتربان اكثر فأكثر , فتصبح الشفاه فى الشفاه ,جسد الامن مدجج بالسلاح تنبعث منه رائحة القنابل المسيلة للدموع ,يسقط الشعب مغشيا عليه بين ذراعى الامن , وكعادته يعض الامن على شفاه الشعب , فيسقط الجرحى والمعتقلين فى غرف الاحتجاز , تشتكى الشفاه من الالم , لكن جسد الشعب لا يتداعى لها بالسهر والحمى وتظل الاغلبية الساحقة لاترى الآلآم والجراح , العلاقة بين الامن والشعب فى مصر علاقة آثمة كالتى تجمع بين الراقصة والبلطجى , رغبة وابتزاز , وزارة الداخلية لها نصيب الاسد فى الميزانية العامة للدولة , مجلس الشعب لا يناقش او يعرف شيئا عن هذا البند من الميزانية , الراقصة لايمكنها ان تراجع البلطجى عندما يطلب منها مالا , حتى لو كان لتعاطى المخدرات , الوزارة تنفق الكثير لاستيراد ادوات التعذيب والقمع كما ينفق البلطجى على ادوية تدعيم الذكورة – فحولة مصطنعة – واستتباب امنى سياسى غير حقيقى لتبقى النيران تحت الرماد منتظرة لحظة الخروج , الطائفية , الجماعات الاسلامية , فقدان الانتماء, ملفات تنتظر تصفية الحسابات ودفع الثمن , وبين التحرش والمراودة والاغتصاب تبقى علاقة الشرطة بالشعب قائمة ما داما مجتمعين بلا محرم فدائما سيكون الشيطان ثالثهما , وعلى كل من يتأذى من مشاهد التعذيب من اجسام محترقة او مصعوقة او مقتولة عليه ان يعمل من اجل اعادة الشرعية لهذه العلاقة الآثيمة بالشرعية وسيادة القانون وتفعيله , وكل ذلك لن يتم الا فى دولة مؤسسات ساعتها سنتمكن من تقليم أظافر وأنياب الشرطة حتى تنتهى حالة هياج الشرطة التى نعانيها الان ,ولا اشك فى انه قريبا ستأتى اللحظة التى يبطل فيها مفعول المادة الفعالة للفياجرا الأمنية , وساعتها لن يرثى الشعب الأمن بمقولة" يا سبعى يا جملى " ولكن سيكون شعار المرحلة " الصراحة راحة ياعينى وانت ما بتعرفش " وسيحاسب الشعب الشرطة على كل شئ .. كل شئ .. وسيكفر بالعشير .. وسيسقط ابناء الحرام السياسى واللقطاء من رجال الشرطة فى اقفاص الاتهام كما سقطت (عصابة التوربينى )التى لم يكن سلوك كثير من ضباط الشرطة افضل من سلوكهم , فالاغتصاب وهتك العرض وتعذيب الضحايا قد جمع بين هؤلاء وهؤلاء فى مدونة سلوك مشترك بين اولاد الشوارع واولاد الحرام السياسى .

الخميس، 16 أكتوبر 2008

الحب خارج النص... حب خارج السلخانة !




الحب خارج النص... حب خارج السلخانة !
بقلم / احمد ابوالمجد محامى الفقراء

فى اسبوع واحد , ريهام (مسلمة) احبت ايمن(مسيحى) وتزوجته فدخلا السجن خمس سنوات لكل منهما , ومريم (مسيحية ) احبت احمد (مسلم ) وتزوجته فأطلق اخوها النار عليهما وعلى طفلتهما فمات احمد وبقيت مريم وطفلتها يواجهان مجتمع.. مؤمن.. جدا..
لا يمل صديقى ( الدنجوان) من الحديث عن فتوحاته الجنسية فى كل جلسة نجلس فيها, مئات المرات استمع منه عن غزواته فى بير سلم العمارة والاسانسير فى ايام الثانوى , ثم فى الحدائق العامة وفى قاعات الدراسة فى الجامعة , ثم فى شقته بعد التخرج , لا يخجل صديقى ولا يستحى من ذلك ولا ننهره او نرفض ذلك منه , فالرجل لا يعيبه الا (جيبه) هكذا تعلمنا وتربينا .. (الموءودة) كلمة صعبة يخطئ خالد ابن اختى -الازهرى الصغير- فى نطقها كلما قمت بتسميع السورة له , يحاول ان يهرب من التسميع بسؤاله عن معنى كلمة ( الموءودة) , وفى كل مرة لا يقتنع ان العرب قديما كانوا يقتلون بناتهم خوفا من العار بدفنهم احياء , ويسأل مامعنى العار ؟ ولماذا لا نقتل البنات الآن خوفا من هذا العار ؟ وهل يمكن ان يقتل الاب ابنته خوفا من احد ؟
يكبر عميد الادب العربى ( طه حسين ) ويترك المنيا ويدرس فى الازهر ويذهب الى فرنسا ويعود- سنوات طويلة – ولا ينسى قصة (هنادى ) فتاة قريته التى قتلها العار , فيخلدها فى رائعته( دعاء الكروان) ليبقى صوت الكروان شاهدا كجدارية او كنصب تذكارى لضحايا الحب .. انصت معى ..مازال الكروان حزينا ..
هذه ليست اول مرة يدخل فيها الحب قاعة المحكمة , فالحب فى مصر )رد سجون ( (حبسجى ) .. ( مشتبه فيه ) ,اجده كل يوما فى قفص الاتهام بقيوده الحديدية منتظرا دوره فى المحاكمة لانه لم يخضع للقانون وللعرف وللتقاليد وكيف له ذلك وهو سهم طائش يرميه طفل شقى اسمه (كيوبيد) .. القاضى يقسم فى كل مرة : لو كان كيوبيد رجلا لسجنته ..وفى كل مرة يترك القاضى الجانى (كيوبيد ) ويحكم على المجنى عليهما( المحبوب والمحب) بالسجن او التفريق , العدالة عمياء لا ترى (كيوبيد) (وكيوبيد ) اعمى لا يعرف الفرق بين الفقر والغنى ولا يعرف الفرق بين المسلم والمسيحى , ولا يعرف الفرق بين الابيض والاسود.. كيوبيد يصيب القلوب بمرض الحب الذى لا ترياق له ولا علاج , يدخل عفريت الحب فى جسد المحبين فلا يخرج , يتلو المشايخ اذكارهم والقساوسة صلواتهم فيزداد الحب تشبثا بالجسد , الحب لا يخرج من الجسد لانه يصيب الروح , يموت الجسد وتبقى الروح, ويبقى الحب ..ترتدى الكراهية مسوح الحب فتكذب حينا وتتجمل حينا , فنرى الشيخ مع القسيس يتعانقان وتجمعهم موائد الافطار وايام الاعياد , لكن عندما يظهر الحب الحقيقى بين رجل وامراة تظهر انياب الكراهية فنراها على حقيقتها , الكراهية فى القلوب ترفض ان يجمع الحب بين البشر.. ما الدنيا الا مسرح كبير , مسرح عليه مسرحية من تأليف الكراهية .. يقوم البشر بالتمثيل وفقا للنص..الحب فى هذا النص( كمبارس) صامت .. لايفتح فمه .. يقف فى المشهد لمجرد التجميل ..ديكور .. لكن دوام الحال من المحال .. يثور الحب.. ويخرج عن النص .. ويبدع , ويقول كل مالديه .. تصرخ الكراهية , لتسدل ستار المسرح, الكراهية تحجب الحب عن الجمهور , خوفا على ذوق هذا الجمهور الذى اعتاد ان لا يستمتع الا بمشاهد الكراهية , تخشى الكراهية ان يصبح الحب بطل العرض , سيد الموقف .
لانه رجل فيجب ان يقتلها, ولانها امرأة فليس لها الحق فى اختيار شريك حياتها ..هذه هى عدالة هذا المجتمع , لم يتذكر سنوات طفولتهما , ولم تنهاه صلة الرحم عن ان يصوب لها ولزوجها ورضيعتها النيران , الكراهية امرته ليقوم بواجبه المقدس نحوها , انها تحب فيجب ان تموت لانه حب خارج النص .. القانون يعاقب على الذبح خارج السلخانة .. والمجتمع يعاقب على الحب خارج النص , لماذا لا نبنى سلخانة للحب ؟ نذهب اليها لنحب , يسوق فيها كل اب ابنته للحب , كما يسوق الجزار ذبيحته للذبح , اقرأ لافتة مكتوب عليها "هنا يمكنك ان تحب " ..على مذبح الكراهية نقدم فى كل يوم قربان , امرأة احبت خارج النص , نلقيها فى نهر العنف الذى لا يرتوى من الدماء , وما أشبه الأمس بالبارحة بل ما أسوأه من البارحة , فمن اكثر من قرن مضى أراد الشيخ على يوسف صاحب جريدة( المؤيد) وهو شاب صعيدى فقير ,بعصاميته اصبح صديق الخديوي عباس حلمي الثاني وصديق لزعيم الامة مصطفى كامل، التقدم لخطبة ابنة الشيخ السادات ( نقيب الأشراف ) وقابل الشيخ السادات هذا الطلب باستهجان بالغ، والسبب عجيب كل العجب, ذلك ان العروس شريفة- أي من سلالة الرسول الكريم- بينما الشيخ علي يوسف لا يتمتع بهذا الشرف!! ولما كان المتوسطون للشيخ علي يوسف من علية القوم، فلم يتجرأ الشيخ السادات أن يجاهرهم بالرفض، ولجأ للتسويف حتى بلغت الخطبة زهاء أربعة سنوات. وحين فاض الكيل بالخطيبين تصرفت الخطيبة تصرفا كان غير متصور في عصرها ؟؟؟؟؟، فقد انتقلت إلى منزل أحد كبار الشخصيات المتعاطفة مع قضية زواجهما وعقد القران على أساس أنها قد بلغت سن الرشد ومن حقها تزويج نفسها فما كان من الشيخ السادات الا انه لجأ للقضاء لطلب التفريق بين الزوجين!!! بسبب عدم الكفاءة، لان الزوج أصله (وضيع) وحرفته (دنيئة),أما الأصل الوضيع – مقارنة بطبيعة الحال بأصل العروس – فلأنه من أسرة رقيقة الحال، وقد أفتى المفتون في ذلك أن الأصل الوضيع لا يرتفع مهما بلغت مكانة الشخص! أما الحرفة الدنيئة فهي الصحافة، وأيضا أفتى المفتون أنها حرفة تقوم على التجسس والخوض في أعراض الناس، ومن ثم فهي غير جائزة شرعا!!! وقتها, وكان القضاء المختص بنظر الأمور الشخصية هو القضاء الشرعي، فكان بذلك يمثل الرجعية الدينية بأقصى معانيها، وكان "الشيخ أبو خطوة" القاضي الشرعي ، فأصدر الحكم لصالح الشيخ السادات، فى اول درجة مما اثار العقلاء والمثقفين فى ذلك الوقت حتى ان حافظ إبراهيم كتب الأبيات التالية:
حطمت اليراع فلا تعجبي وعفت البيان فلا تغضبي
فما أنت يا مصر بيت الأديب ولا أنت بالبلد الطيب
******
وقالوا المؤيد في غمرة رماه بها الطمع الأشعبي
دعاه الغرام بسن الكهول فجن غراما ببنت النبي
ونادى أناس بإسقاطه وقالوا تلون في المشرب
وزكى "أبو خطوة" قولهم بحكم أشد من المضرب
******
فيا أمة ضاق عن وصفها جنان المفوه والأخطب
تضيع الحقيقة ما بيننا ويصلى البريء مع المذنب
ويهضم فينا الإمام الحكيم ويكرم فينا الجهول الغبي
*****
وها انا مازلت استمع لدعاء الكروان ..وهتاف حافظ ابراهيم.. وسؤال نزار قباني الاستنكاري

من قال ان الحب عدوان على شرف السماء؟ !





السبت، 11 أكتوبر 2008

لماذا لا اصبح شيعى ؟


لماذا لا اصبح شيعى؟
سؤال من وحى خطبة البابا ( القرضاوى) فى كليرمون

لا يعرف الشيخ القرضاوى ( الرقص مع الذئاب ), ولا حتى الرقص مع البشر .. لان الرقص عنده حرام .. بينما الرقص تعبير عن السعادة .. كل الامم وكل الشعوب وكل الثقافات لها رقصاتها الخاصة بها.. أنسان يرقص تعنى أنسان سعيد .. فالرقص صورة من صور التعايش بين البشر لحد الانسجام والتناغم , ليبقى سؤال: اذا كان الانسان استطاع ان يرقص مع الذئاب فلماذا لا يرقص السنة مع الشيعة ؟ لايعرف الشيخ الرقص لكنه يعرف السمع والطاعة والولاء والبراء .. يختلف مع الشيعة ولكن (للتقية) شأن كبير عنده ..أحاول أن أتخيل العالم بدون رجال دين.. شيوخ..قساوسة .. رهبان ..ملالى .. هنا يؤمن الإنسان ويتعبد لربه بدون تدخل من رجال الدين .. يصبح قلبه هو المفتى والإمام والشيخ .. استفت قلبك ولو أفتوك الناس و أفتوك ..ماذا لو لم يكن هناك البابا (اربانوس الثانى) وخطبته فى كليرمون سنة 1095م التى اشعل بها الحروب الصليبية ؟..أه لو كان البابا (فلاح) فى حقل.. او صيادا فى البحر.. كم من الدماء كانت حقنت؟. اسرح في خطبة الجمعة كعادتي ملالا من شخص الخطيب وتكراره .. واسأل نفسي لماذا لا يلقى خطبة الجمعة شخص عادى من المصلين؟, في كل مرة شخص مختلف يتكلم عن تجربته الإيمانية ببساطة وعفوية واخلاص بدون تمثيل او ادعاء , يتحدث عن حبه لله , ولماذا يؤمن بالله , كيف استشعر وجود الله بجواره في أحلك اللحظات وأقساها , في كل أسبوع استمع إلى أحد جيرانى يتحدث عن ربه ..عن ايمانه " بلغوا عنى ولو آية " , لكن تبقى اهمية رجال الدين فى اشعال الفتن والكراهية والعداوة والبغضاء والتفريق بين البشر, وتبقى فائدة القرضاوى وتصريحاته فى انه حرضنى على ان اسأل نفسى :لماذا لا اكون شيعيا؟ خوف الشيخ واعلانه عن جزعه فى تصريحاته , وعدم ثقته فى علماء السنة وعدم قدرتهم على مواجهة الفكر الشيعى , يثبت لى قوة الفكر الشيعى ,نفى النفى اثبات , فلماذا لا اعيد النظر فى مذهبى ؟ من عدة شهور اعلن الدكتور عبد المنعم البرى) رئيس جبهة علماء الازهر سابقا (عن اشتراكه فى دورات لضبابط امن الدولة لمواجهة الفكر الشيعى !! جهاز امن الدولة يتعاون مع شيوخ جبهة علماء الازهر – يسيطر عليها الاخوان المسلمين – لمواجهة الفكر الشيعى ؟!انا واخويا على ابن عمى وانا وابن عمى على الغريب فهل الاخوان وضباط امن الدولة اخوة – الاخوة الاعداء -ام ابناء عمومة ؟ الاخوان شركاء فى (مكتب تنسيق المعتقدات الدينية) الذى يحدد للمواطن المعتقد الذى يجب ان يؤمن به لكنهم مشلوحين من (مكتب تنسيق الانتماء السياسى) فى ظل نظام لا يهتم بماذا يأكل ويشرب الناس , و يهتم بل يفرض عليهم ما يعتقدون وما يؤمنون! (الشركة القابضة للايمان) لا يجرى فى مواسيرها الا الايمان السنى لن يشرب الناس الا من (حنفية) السنة , ولن تصلى الا كما هو مكتوب فى بطاقتك التموينية .. من ثمانى سنوات مضت كنا نتخفى سرا فى منزل الدكتور البرى فى الزيتون لعقد اجتماعات طلبة الاخوان المسلمين بكلية الحقوق جامعة عين شمس خوفا من ملاحقة امن الدولة , كم كنت ساذجا .. لم اكن اعرف ان الشيخ مدرب لضباط امن الدولة !! فهل درب فضيلته محسن السكرى – المتهم بقتل سوزان تميم – ضابط امن الدولة السابق؟ وهل كانت سوزان تميم شيعية ام سنية ؟ يحب الشيخ القرضاوى الاسلام ويغار على مذهبه كما كان يحب هشام طلعت سوزان تميم ويغار عليها .. ومن الحب ما قتل ..ومازالت الدبة تبكى صاحبها الذى قتلته.. يخشى مشايخنا من كاريزما الخمينى وحسن نصر الله واحمدى نجاد ,فلماذا لا يصلوا من اجل ان يمنح الله الكاريزما لرؤساء وحكام وملوك السنة ؟ يخشى الشيخ اجادة الشيعة الدعوة الى مذهبهم وايجابيتهم ودقة تحركهم ودأبهم وعملهم بشكل منظم ومدروس , وبدلا من ان يأخذهم كقدوة فى ذلك يحرض ضدهم , ابحث فى فتاواى الشيعة عن حكم شرب بول النبى او ارضاع الكبير او قتل اصحاب القنوات الفضائية او جلد الصحفيين فلا اجد, ولكن اجد افضل ما كتب فى الاقتصاد من منظور اسلامى فى كتاب محمد باقر الصدر " اقتصادنا " و" فلسفتنا "وافضل ماكتب فى السياسة والتاريخ ل (على شريعتى) , لن يمنعنى التشيع من ان اصلى فى المسجد القريب من بيتى ,او ان آكل طعام امى , او اجلس على مقهى مع اصدقائى, او استمع الى اغانى ام كلثوم التى احبها , فالشيعة لا يأكلون لحم البشر ,وليسوا كائنات من كوكب اخر , لكن فى النهاية ما يمنعنى ان اكون شيعى هو اننى لا يعنينى ان يكون على رضى الله عنه اولى بالولاية من ابو بكر او عمر او حتى معاوية ام لا, وهل كان على كرم الله وجهه ولى الله ؟ ام صحابى كبقية الصحابة ؟ فجميعهم (مات) والبكاء على اللبن المسكوب حماقة .كما انى لن انتظر (الامام المنتظر) ولن ابحث عنه فمن يغيب الف عام لا يأتى ...ولكن ما يعنينى الآن هو من سيخلف مبارك؟ ومن سيكون نقيبا للمحامين ؟ فهذه هى الاسئلة التى يجب ان اجد اجابة عليها, وهذا مايجب ان انتظره واشارك فيه .

احمد ابو المجد
محامى الفقراء

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2008

"العفو عن ابراهيم عيسى .. ياسلااااااام على الانسانية يا سلااااام عالحنية ... ادعو للعمدة ادعوله "


"العفو عن ابراهيم عيسى .. ياسلااااااام على الانسانية يا سلااااام عالحنية ... ادعو للعمدة ادعوله "


بمجرد سماعى خبر العفو الرئاسى عن ( ابراهيم عيسى) رن فى اذنى دعاء الخفير( حسان) فى فيلم ( الزوجة التانية ) رائعة المخرج الراحل (صلاح أبو سيف )"ادعو للعمدة ادعوله , يعمر بيت ابوه " والجملة التى كان يرددها اهل القرية فى صوت واحد " ياسلام على الإنسانية . ياسلام عالحنية " بعد كل مشهد من مشاهد القهر والظلم والاستبداد الذى كان يمارسه العمدة فى القرية , ففى اول مشاهد الفيلم يرى العمدة الفلاحة فكيهة على راسها قفص الفراخ فيطمع فيه ويساومها على ابنها وذهابه الى الجهادية – بالرغم من انه فى الحادية عشر من عمره -او الحصول على قفص الفراخ والبط بدعوى ان العمدة قلبه أبيض والبيه المأمور هايتغدى عنده النهارده وهاتبقى فرصة والبيه المأمور راجل طيب وبيحب البط موت . ولا يقف العمدة عند هذا الحد بل يطمع فى ارض اخيه علوان العشرين فدان بالرغم من انه يملك 300 فدان ويحاول الاستيلاء على ارض اخيه مقابل اعطاءه ارض بور , وهكذا يستمر العمدة فى طغيانه يعاونه (العطار) مدعى الايمان والصلاح والخفير( حسان) و(المحضر) والشيخ( مبروك) والخواجة( اسطفانوس)- رجل المالية - بدفتر حساباته الملئ ببصمات الفقراء تحت الاكراه والقهر , والذى منهم والد الفلاح (عوضين) التى بلغت مديونيته 117 جنيه و67 قرش ومليمين و كله هنا فى الدفتر.. مافيش مليم من غير بصمة صباعه ليطضر المسكين الى بيع ال17قراط للعمدة بالرغم من عدم كفايتهم لسداد الدين .. ويا سلام عالإنسانية ياسلام عاالحنية , ولا يتعظ العمدة بالمرض والشيخوخة بعدما كاد ان يفارق كل ذلك الى الفناء بعد سقوطه ,بل يقوم من مرضه بالملاريا ليبحث عن وسيلة لتوريث سلطانه وماله فيطمع فى زوجة الفلاح البسيط ابو العلا ويساومه عليها بقوله " يوميتك خمسة صاغ ومن شهرين فاتوا .. وآدى فرق الأجرة .. هاألبسك خولى ياأبو العلا , لو شديت حيلك معايا .. وفهمتنى كويس هاأديك ست قراريط تزرعهم لحسابك . ويكونوا ملكك " وتردد جوقة الظلم : ياسلام .. ياسلام على كرمك ياحضرة العمدة , ربنا يعمر بيتك ياحضرة العمدة , وتنتهى المساوامة بطلب العمدة النسب مع ابو العلا فى زوجته !! وده مش كلا م يا ابو العلا ده امر..وهنا يعلو فحيح ثعابين المستبد : أنا هاأقولها لك علشان أخلص ضميرى .. إذا ماطلقتش ولادك هايتيتموا وأمك هاتشحت . والعمدة هايتجوز فاطمة . يعنى هايتجوز فاطمة . عقلك فى راسك تعرف خلاصك , ويحاول ابو العلا الخلاص بالهرب ولكن كان العمدة على استعداد لان يجعله مجرم .. لص ..حرامى ..سارق , ويحضر البيه( المأمور) الذى وحشه فطير العمدة ..والقشطة اياها.. وحلاوة دكر البط .. ويصدر المأمور امره : فتشوا دار المتهم وإفحتوا أرضها .... على بال مايجهزوا الفطور ناخد كلمتين من المتهم فتح شهية . وينكتب المحضر ..ولا يجد ابو العلا مفر خوفا من حبل المشنقة التى يهدده به العمدة بقوله :قضية سليمان أبو حطب اللى إتقتل فى المصرف فاكراها . لسه القاتل مجهول وبيدوروا عليه , أيوه إنت اللى قتلت سليمان أبو حطب . وعندى الشهود وعندى الدليل . أنا مش عاوز أضرك علشان خاطر الولاد . راجع نفسك قبل ماأقدم فيك البلاغ . وفى النهاية تقول فاطمة لابو العلا : وإيش بعدها يابو العلا ! ده راجل سوَ وقلبه إسود . ياما رمى ناس وياما قفل بيوت , ويقفز الى ذهنى سؤال : اين العفو الرئاسى عن سعد الدين ابراهيم وايمن نور , والاخوان المحكوم عليهم امام المحكمة العسكرية والمدونين كريم عامر ومسعد ابو فجر .. وتنصحه امه : ده ياما رمى ناس فى السجن وألف من يشهد.. كم محامى فى الحزب الوطنى مستعد لاقامة دعوى كهذه الدعاوى ؟ , لتقرر فاطمة فى النهاية ان تعمل بنصيحة الاراجوز " بالقوة هاأرقص له وأحب اللى فى بالى " ليبقى السؤال هل المطلوب من الصحافة المصرية ان ترقص بالقوة للنظام بقوة القوانين المقيدة لحرية الصحافة ؟ ويعيش الصحفيين تحت تهديد السجن منتظرين انسانية وحنية الرئيس ؟ الاولى ان تتحول هذه الحنية والانسانية الى قانون وليس استثناء لحماية الصحفيين من الحبس ؟ وعلى الصحفيين ان لا يفرحوا بالسمكة التى يلقيها الرئيس لهم , وعليهم ان يتعلموا صيد السمك .

احمد ابو المجد
محامى الفقراء
.

الأحد، 28 سبتمبر 2008

بلدنا بتتحرق بينا











بلدنا بتتحرق بينا








يظن البسطاء من الناس ان سلسلة الحرائق فى مصر الاخيرة هى اهمال لاسمح الله او انعكاس لحالة الفوضى والفساد الذى يدعى المتشأئمون انه بلغ مابعد الركب بتلاتة مترلكن الحقيقة التى تحرص الحكومة والحزب الوطنى على اخفاءها الان ان هذه الحرائق والكوارث , هى فى الحقيقة خطوة الى الامام , لانها بداية الخطة الجديدة لحكومة الحزب الوطنى تحت شعار بلدنا بتتحرق بيناهذه الخطة الطموحة التى تبدأ بحرق البلد واعادة بنائها من جديد , ذلك كما حدث فى اوربا والدول المتقدمة مؤخرا فى حريق روما على يد نيرونوحريق باريس على يد النازيينوحريق برلين بيد الحلفاءوذلك لايمان الحكومة ان النار ماتحرقش مؤمن وحرصا من الحكومة فى هذه الايام المفترجة على الحفاظ على ايمان الشعب الشعب المصرى والتخلص من غير المؤمنين فقد قررت حرق البلد واللى خايف يبقى مش مؤمن واحسن له يمشى بطفاية حريق على ضهره ,البلد ده للمؤمنين فقط ,والعاقبة عندكم فى المسرات

الخميس، 28 أغسطس 2008

مبادرة وقف الحرب الأهلية في نقابة المحامين




رابط المقال فى جريدة الفجر
http://www.elfagr.org/TestAjaxNews.aspx?secidMenu=2720
مبادرة وقف الحرب الأهلية في نقابة المحامين
ماذا يحدث لو .. اصبح كل المرشحين لمقعد النقيب اعضاء فى مجلس النقابة العامة ؟
ماذا لو؟ انتصرنا على اسرائيل فى 1967 ؟
ولو حكم مصر احد المصريين بدلا من محمد على بعد جلاء الحملة الفرنسية ؟ ولو لم تقم الفتنة بين على ومعاوية ؟
ولو انتصر عرابى فى التل الكبير ؟
ولوعاد الجيش الى ثكناته بعد ثورة يوليو1952 ؟ ولو لم ينشئ حسن البنا النظام السرى ولم يتدخل فى السياسة ؟ ... الخ
المبارزة بالسيف (الشيش ) رياضة لها قواعدها يمارسها الابطال لرفع لياقتهم البدنية , لكن اذا استهدف اللاعبين القتال وايذاء بعضهم البعض والقتال وازهاق ارواحهم , كانت جريمة شروع فى القتل يعاقب عليها القانون , وكذلك فالانتخابات افضل وسيلة لاختيار افضل العناصر لادارة شئون الناخبين , لكن اذا تحولت الانتخابات من منافسة الى حرب يتصارع فيها المرشحين بكل الطرق والوسائل المشروعة وغير المشروعة فتفرز الانتخابات أسؤ العناصر ويتحاشاها افضل العناصر حرصا منهم على عدم الدخول فى هذه العملية القذرة وحفاظا منهم على تاريخهم الذى ستلوثه معارك الانتخابات , فيثور السؤال فى هذه اللحظات التى يبدأ فيها الصراع المحموم على مقعد نقيب المحامين فى انتخابات اعرق نقابية مهنية فى مصر , هذا الصراع الذى يتنافس فيه رموز المهنة فى معركة تكسير العظام الذى سيفوز شخص واحد فقط ويبقى الاخرون بعيدا عن النقابة حتى يقترب موعد الانتخابات التالية , لتظل النقابة محرومة من جهودهم ودعمهم للمهنة وزملائهم ,هنا يثور السؤال : ماذا يحدث لو اكتفى كل رموز المحامين المرشحين لمقعد النقيب بعضوية مجلس النقابة العامة فقط , وضم المجلس كل هذه الخبرات والرموز؟
واختاروا من بينهم النقيب بالتراضى والاتفاق؟
ماذا لو ضم مجلس نقابة المحامين رجائى عطية ومختار نوح وسامح عاشور وبهاء ابو شقة وعصام الاسلامبولى ,و طلعت السادات , و , والدكتور محمود السقا, ,و احمد ناصر وحمدى خليفة , ومحمد كامل .... ؟
وعشرات الاسماء من كافة التيارات السياسية والخبرات المهنية خاصة وان مجلس النقابة العامة طبقا للتعديلات الجديدة سيصبح اربعين عضوا بدلا من اربعة وعشرين , تعالوا نتصور
ماذا يمكن ان يحدث لو كان هناك مجلس بكل هذا الثقل والامكانيات والقدرات والخبرات ؟
اذا كان كل واحد من الاساتذة المرشحين لهذا المنصب يبغى رفعة المحاماة ومجدها وعزتها فلماذا لا يتنازل عن شئ من طموحه, من اجل هذه النقابة ومن اجل هذه المهنة , ومن اجله , عضوية مجلس نقابة قوى , خير الف مرة من نقيب مجلس نقابة ضعيف ,مجلس نقابة قوى يعنى نقابة قوية , وبالتالى مهنة قوية , كل من هؤلاء الاساتذة الاجلاء يحدثنا ليل نهار عن حصانة المحامى ورفعة المهنة وقيمتها , فلماذا لا تتحول كل هذه الاحاديث الى فعل الى تضحية , الى نموذج , الى قدوة ,الى عمل , بعيدا عن الانانية والنرجسية , ومحاولات خصخصة النقابة لشخص وشخصنة العمل النقابى , فالعمل النقابى عمل جماعى لخدمة مهنة وليس سباق لمجموعة اشخاص لاعلان فائز واحد فقط , فعلى مدار تاريخ النقابة الطويل كان هناك عمالقة ورموز وقمم , اكتفوا بالعضوية فى المجلس , وكانوا يعملون فى صمت من اجل رفع واعلاء كلمة النقابة , ورحمة الله على قديس المحاماة العظيم احمد نبيل الهلالى , ذلك الفارس الذى لم يشق له الغبار , فقد كان عضوا فى المجلس لسنوات طويلة , ولم يفكر يوما فى مقعد النقيب , بل انه رفض اصرار والحاح عدد كبير من الزملاء لترشيحه على مقعد النقيب, كعادته ضاربا مثلا وقدوة للجميع فى فروسية العمل النقابى .
هذه دعوة لأساتذتي من رموز المهنة وشيوخها لان ليجتمعوا ويعزفوا اجمل سيمفونية جماعية في حب المحاماة , مهنتنا التي أصبحت في حالة يرثى لها , وتحتاج إلى كل جهود أبناءها لإنقاذها , فلنضع أيدينا جميعا سويا ونوفر طاقتنا , لبناء و إصلاح نقابتنا , خير من ان تضيع جهودنا من اجل شخص واحد, او مجموعة من الاشخاص , اننا بحاجة الى توحيد الجهود فنحن فى مفترق الطريق , واما ان نكون او لا نكون , والنقابة فى حالة يرثى لها ,نقابة بلا مبنى يليق بها , بلا موقع على شبكة المعلومات الدولية , نقابة بجدول مكتظ بغير المشتغلين نقابة تحتضر فى النزع الاخير.... لماذا ولمصلحة من تتحول الانتخابات من وسيلة لافراز افضل العناصر لصالح ادارة متميزة لشئونها الى وسيلة لشق صفوف المحامين وتناحرهم , فى قوائم متنازعة كل قائمة تعمل لمصلحة شخص واحد , وكل قائمة لاتضم الا اهل الثقة , وغالبا ما يكونوا ليسوا من أهل الخبرة , يبحث كل واحد منهم للبحث عن ذاته ومصالحه , فيدخل المجلس من لا يستحق , او من يملك المال للانفاق على الدعاية او حشد الانصار بالعطايا والمنح , ويتوارى عن المشهد الشرفاء الاخيار الذين يرفضون شراء مقاعد مجلس النقابة بالمال , ايمانا منهم , بأنهم يتطوعون لخدمة زملاءهم مهنتهم , لا منتفعين , يبحثون عن مصالحهم الخاصة , اننا فى مصر بحاجة الى ائتلاف سياسى ونقابى واجتماعى يجمع شمل المصريين للبناء, ائتلاف سياسى من اجل تكوين حكومة انقاذ وطنية تشارك فيها كل الاحزاب والقوى السياسية وائتلاف نقابى ليس فى نقابة المحامين وحدها ولكن فى كل النقابات المهنية من اجل اعادة الحياة مرة اخرى الى كل النقابات لتقوم بدورها الخدمى والقومى وائتلاف اجتماعى يلم شمل الاسرة المصرية لمواجهة التحديات التى تقف عثرة لطريقنا , نحن بحاجة الى مشاركة الجميع فى ادارة هذا الوطن , الذى يعانى من الاحتكار والفردية على كافة الاصعدة السياسية والنقابية والاجتماعية والاقتصادية ,فى النهاية أؤمن إيمانا راسخا أن للمهنة حكماء وشيوخ قادرين على لم الشمل , وان للمهنة وللنقابة رجالا لن يألوا جهدهم لوقف نزيف كرامة المهنة وتجميع كلمة وطاقات المحامين من جديد .
احمد ابو المجد محامى الفقراء

السبت، 2 أغسطس 2008

غزوة حزب الوفد!!


غزوة حزب الوفد!!

دكة خشبية عتيقة في مدرسة حكومية متهالكة الأركان جمعتني بأصدقاء الطفولة محمد وعبد الرحمن, سنوات الدراسة الابتدائية بكل مفرادتها كانت تجمعنا , السندوتشات , الفسحة , عقاب المدرسين , وثورتهم الدائمة على غبائنا , الزي المدرسي , الدروس الخصوصية , حقيبة الكتب ...الخ , محيط خارجي واحد كان يجمعنا إلا أن في رأس كل واحد منا كانت تدور أحداث قصة مختلفة , ففي ذات اللحظة التي كنا نسرح فيها بخيالنا, كان لكل واحد منا عالمه الخاص به , فدائما كانت نجومية عمرو دياب وقصة شعره وصوته و إعجاب المعجبين به كان ذلك هو ما يدور في خيال وأحلام صديقي عبد الرحمن الذي كان يرى عمرو دياب مثله الأعلى وقدوته التي ينبغي عليه الاقتياد بها ليصبح نجما فى سماء الفن , بينما كان حسام حسن لاعب الكرة هو من احتل خيال صديقي محمد بأهدافه ومبارياته ومناوراته ولياقته.
وعلى الجانب الأخر من العالم كنت أعيش بخيالي في جزيرة منعزلة أقرا في السيرة عن بطولات أطفال الصحابة في القتال وهم فى مثل سنى .. وكنت أرى قدوتي في معاذ ومعوذ أبني عفراء الطفلان اللذان طعنا أبو جهل في غزوة بدر,و أسامة ابن زيد بن حارثة-اضغر قائد حربى فى الاسلام - دائما ما كنت أتمنى أن تسيل دمائي في سبيل الله وان اقتل أعداء الله , كثيرا ما كانت تسرى في جسدي رعشة الحماس للقتال , فدائما كان يرتبط القتال عندي بالبطولة وحماية الشرف والعرض والضعفاء لأحقاق الحق وإزهاق الباطل!! كنت احب وانتظر بشغف مشاهدة فيلم عنترة بن شداد, صلاح الدين الأيوبي , المماليك , ..الخ كل الأفلام التي تحكى عن أبطال كان السيف في أيديهم هو الوسيلة لنصرة الحق وإزهاق الباطل , وكانت الدماء دائما هي ثمن الحرية , و البطولة تعنى إراقة الدماء , لا يهم أبدا أي دماء تلك التى أريقت ؟! حتى لو كانت دماء البطل نفسه , فالبطل لاتهمه الأرواح والدماء بقدر ما تهمه البطولة واحقاق الحق !! كنت أتابع بشغف بطولات الأفغان في حرب أعداء الرحمن(الاتحاد السوفيتي سابقا )!! كما كنت احفظ عن ظهر قلب أسماء أمراء الجهاد الأفغاني أمثال قلب الدين حكمتيار , وعبد رب الرسول سياف , وبرهان الدين رباني .. الخ
ودارت آلة الزمان لتكبر أحلامي في البطولة ولأشهد أيام كثيرة تتلبسنى فيها روح البطولة في المظاهرات والاعتصامات والمسيرات واللقاءات والاجتماعات والفاعليات التى كنت احضرها وانظمها بدوري كشاب من شباب الأخوان , مئات المرات التي كنت استحضر فيها روح الجهاد هاتفا والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا ,عشرات المرات اقتحمنا أسوار الجامعة ونحن طلبة للخروج للشارع, لم نكن نفعل ذلك للحصول على حقنا في التظاهر فحسب... ولكن كانت بداخلنا روح القتال , كنا مقاتلين لم يؤذن لهم بعد للقتال , ولكننا دائما نردد انا لمنتظرون... كنا قبل أي مظاهرة نستيقظ الفجر لنذهب إلى الجامعة ونجتمع لقراءة سورة الأنفال والتوبة وسورة محمد (القتال ) ثم نبدأ في سرد خواطرنا حول الآيات التي لا تخرج عن الحديث عن القتال فهذه السور الكريمة تقص أحداث غزوة بدر وغزوة أحد وغزوة الأحزاب . ويأتي موعد المظاهرة وقد امتلأت نفوسنا حماسا ورغبة ليس في التظاهر وحسب! ولكن في القتال وإراقة الدماء من اجل إظهار الحق وإزهاق الباطل !
سنوات طويلة على هذا الحال وقد استقر في عقلي ووجداني أن البطولة واجب ومصير وان الحق والحرية ونصرة الضعفاء وصون الشرف والعرض لا يكون إلا بالقتال وإراقة الدماء وحتى تكون بطلا من أبطال الحق والحرية لابد من دماء تراق , دماء البطل.. أو دماء أعداء البطل! هذه هي البطولة والفروسية !!

ودارت الايام ... وجرى في نهر عقلي الماء الكثير , وكعادة الحياة , تبدلت ظلمة الليل نهارا , وأشرقت معارفي بنور الحوار , وصب في نهري الكثير من الأفكار وازدادت روافد هذه النهر ومضت سنوات من الجدل الذاتي و الجدل مع الآخرين .. وبعد التجربة والخطأ , أيقنت أن التجربة الإنسانية على الأرض نضجت بما يتيح لها القدرة على الحوار والجدل والتدافع الفكري بطرق أخرى غير السيف وأرقة الدماء , وان الديمقراطية أهم اكتشاف واختراع وإبداع بشرى فى العصر الحديث , وان هابيل وقابيل كانت تكفيهم جلسة حوار واحدة لتتجنب البشرية خطيئة القتل وإراقة الدماء , وانمحى من داخلي صوت الشيخ فوزي السعيد - خطيب مسجد التوحيد غمرة - وهو يردد و يقول أن الديمقراطية كفر وان من يقول لك انه ديمقراطي فقل له أنت كافر !
واتخذت البطولة عندي شكلا جديدا لا أرى فيه سيفا ولا درعا ولا دماء , وأيقنت أن الفروسية في الحق والحرية لم تعد تستلزم قتلا ولا قتالا ولا عضلات مفتولة وجسدا قوى البنية, فكل الناس أبطالا متساويين في البطولة قادرين على صناعتها بمجرد تعبيرهم عن آرائهم بلا خوف أو رهبة - سيد الشهداء حمزة ورجل قال كلمة حق عند سلطان جائر - بطولة نصنعها جميعا من غير أن ننتظر البطل المنقذ المغوار, الذي ربما يأتى أو لا يأتى , وحتى لو آتى فكثيرا ما يغريه هتافنا بأننا نفديه بأرواحنا وبدمائنا بالاستبداد فنصنع منه مستبدا جديدا ....
ودارت عجلة الزمان بحكمته المعهودة لأشهد يوم اجتماع الجمعية العمومية للهيئة الوفدية والذي كان يوما مشهودا , بفرسانه وأبطاله وبطولاته من اجل الحق والحرية معركة دارت وانتهت ولم تراق فيها قطرة دماء واحدة , معركة كان أبطالها في المقام الأول رجال الهيئة الوفدية الذين اجتمعوا لحسم الخلاف في صورة غاية في الرقى والتحضر الإنساني, فرسان من نوع خاص, فرسان هذا الزمان ,فروسية يعتلى فيها الفارس عقله ويتترس بمنطقه ويصول ويجول وهو يعلم أن انتصاره هو الانتصار لرأى الأغلبية وان القرار لابد أن يشارك فيه الجميع لأنه سيطبق على الجميع , وان هناك طريقا أخر غير السمع والطاعة والرضوخ لأوامر الأمير والمسئول لتحقيق مصلحة الجميع , وان الإنسان يعيش في مجتمع يشارك فيه برأيه وعمله , وليس قطيع يساق فيه , نعم كانت غزوة بكل ما تحمله الكلمة من معاني الفتح والنصر والتمكين,غزوة كان فرسانها شباب وشيوخ الوفد الذين تألقوا في يومهم المشهود ليقف كل واحدا منهم على ثغر من ثغور المعركة يدفع عن حزبه غوائل الاستبداد أمثال عصام شيحة وصلاح سليمان ومحمود على واحمد سميح... , كوكبة من فرسان الليبرالية المصرية يعزفون أعزب الحان الديمقراطية بقيادة المايسترو الدكتور محمود أباظة رئيس الحزب الذي لم ينساق إلى مهاترات وتلاعب البعض بالقانون ولجأ إلى أهل الرأي و أصحاب القضية والقرار في الجمعية العمومية.
وفى قلب المعركة كان هناك فرسان المجتمع المدني جنود وحماة الديمقراطية الذين وهبوا أنفسهم لها وترهبنوا في صوامعها , وصدقوا ما عهدناهم عليه من الحيدة والنزاهة والشفافية , وأنفقوا زهرة شبابهم في سبيل حرية وكرامة هذا الوطن في ذات اللحظة الذي حقق فيها أبناء جيلهم ممن لم يهتموا إلا بأنفسهم عشرات أضعاف ما حققه هؤلاء الأبطال وهم الاكثر خبرة وقدرات وملكات , وكعادته كان نجاد البرعى فارسا متألقا شجاعا ثابتا صابرا جلدا , لم ينل طول الوقت وفرز بطاقات التصويت من بشاشة وجهه وابتسامته المعهودة , وظل حازم منير يقود فريقه المتميز في المراقبة بحنكة واقتدار حتى اللحظات الأخيرة , ومن المجلس القومي لحقوق الإنسان كان هناك الرائع دائما رضا عبد العزيز.., مقاتلين أزهقوا روح الاستبداد ,وأعادوا الحياة إلى اعرق الأحزاب المصرية وأقدمها وأنضجها , بترياق الحرية والحياة والكرامة والمساواة والمشاركة , و ينتهي اليوم مسجلا لحزب الوفد صفحة جديدة مشرفة في سجل الليبرالية المصرية ممهورة بتوقيع المجتمع المدني الناهض الذي آل على نفسه مهمة الدفاع عن الديمقراطية المصرية ودعمها لتنهض وتقف على أقدامها ,لأقرار مفهوم جديد للنضال من اجل الحرية يشارك فيه الجميع من اجل التغيير والاصلاح من غير الحاجة الى مقصلة الثورة الفرنسية او دبابات ومدافع العسكر والانقلابيين .
احمد أبو المجد
محامى الفقراء

السبت، 28 يونيو 2008

نصب تذكارى لشهداء التعذيب فى مصر

نصب تذكارى لضحايا التعذيب فى مصر

شهدى عطية.. كمال السنانيرى.. عبد الحارث مدنى.. مسعد قطب.. وسليمان خاطر.. محمد السقا.. اكرم زهيرى.. طارق الغنام.. قافلة شهداء الرأى والحرية فى مصر بدأت منذ بداية التاريخ ولم تنتهى , ومازالنا كالسمكة بلا ذاكرة تستحوذ علينا الانانية فننسى كل الذين ضحوا بأروحاهم من اجل أرآئهم التى ما صدعو بها الا من اجلنا جميعا , نختلف او نتفق معهم لكن لابد ان نقدر تضحياتهم من اجلنا لكننا خذلناهم وكاد النسيان يطوى صفحاتهم , نضجت البشرية جميعها وتركت جريمة التعذيب الى غير رجعة وما زلنا وبالرغم من كل ما قدمناه على مذبح الاستبداد من شهداء اسرى لهذه الجريمة , ومازال نزيف الكرامة المصرية مستمر لم يتوقف , وبالرغم من ذلك يمر اليوم العالمى لمناهضة التعذيب فى 26 يونيو مرور الكرام ونحن فى حالة اشبه ما تكون بالتيه الجماعى وفقدان الذاكرة الجماعية , كل هذا دفعنى للسؤال لماذ لا نقيم نصب تذكارى لضحايا التعذيب فى مصر بل فى الوطن العربى كله ؟ ليكون شاهدا على جرائم الاستبداد والظلم وامتداد تاريخ الوحشية الانسانية حتى هذه اللحظة , وكأننا نعيش فى ظلال القوانين الاغريقية حينما كان يعتبر ارسطو التعذيب احد الوسائل الخمسة المشروعة للحصول على ادلة , القانون و العرف الشهود واليمين القانونية كما يجيزه ضد الاجانب والعبيد والمتهمين بارتكاب جرائم , كما يجيزه ضد المواطنين فى حالة واحدة وهى حالة الخيانة العظمى وحينما كان يعرفه احد القانونيين الرومانيين بأنه البحث عن الحقيقة بأستعمال الالم والمعاناة الجسدية , للاسف الشديد لم نتجاوز هذه المرحلة من تاريخ البشرية وما زالت هذه الجريمة ظاهرة فى بلادنا ,جريمة يرتكبها رجل الشرطة فى الشارع وفى القسم وفى السجون والمعتقلات ويمارسها الزوج ضد زوجته واولاده ويمارسها المدرس ضد تلامذته ليساهم بذلك فى صناعة جيل من العبيد , سنوات طويلة مضت على الاعلان العالمى لحقوق الانسان الذى جاءت المادة الخامسة منه لتنص على "لايجوز اخضاع احد للتعذيب ولا للمعاملة او العقوبة القاسية او اللانسانية او الماسة بالكرامة" ثم جاءت بعده اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة او العقوبة القاسية او اللانسانية او المهينة بقرار الجمعية العامة بأعتماد الاتفاقية فى 10 ديسمبر 1984 ثم دخلت حيز النفاذ فى 26يونيو 1987 وهو اليوم العالمى لمناهضة التعذيب , كما شكل اطراف الاتفاقية الذين يبلغ عددهم حاليا تقريبا 118 دولة لجنة لرصد تنفيذ هذه الاتفاقية مكونة من عشرة اشخاص من الخبراء منتخبون بصفتهم الشخصية وقد عقدت هذه اللجنة اول اجتماع لها فى اول ابريل 1988 وعلى الدول الاطراف تقديم تقريرها كل اربع سنوات وبالرغم من التزام مصر بهذه الاتفاقية والتزامها بتقديم التقارير الدورية الا ان هذه الجريمة يتمتع مرتكبوها وخاصة رجال الشرطة وخاصة رجال امن الدولة بحصانة اقوى من كل الحصانات المعروفة فى القوانين – حصانة الامر الواقع - فى مهزلة تاريخية تثبت اننا نتراجع آلاف السنسن الى الخلف ففى الوقت الى ينشأ فيه صندوق الامم المتحدة لمساعدة ضحايا التعذيب بقرار الجمعية العامة للامم المتحدة فى عام 1981 لتقديم العون الى ضحايا التعذيب يموت كمال السنانيرى تحت التعذيب فى السجون المصرية وتقيد الواقعة انتحارا مثلها مثل عشرات الحالات المماثلة ومازالت جرائم التعذيب ترتكب وتتطور فى صور اشد فجاجة فمؤخرا شارك بعض الاطباء فى تعذيب المتهمين فى احداث المحلة بتركهم مقيدين الايدى والارجل اثناء وجودهم فى المستشفى للعلاج وتكررت هذه الجريمة مع مرضى الايدز عند تلقيهم العلاج بالمخالفة لاعلان مبادئ آداب مهنة الطب التى اعتمدتها الجمعية العامة فى عام 1982 بقرارها رقم 37\ 194 , والذى يجرم المبدأ الثانى منها قيام الاطباء بطريقة ايجابية او سلبية – بأعمال تشكل مشاركة فى التعذيب او تواطؤا او تحريضا على ارتكاب هذه الافعال , والكارثة ان نقابة الاطباء لم تتحرك لمواجهة هذه المهازل .
كل هذا يجعل من فكرة إحياء ذكرى ضحايا التعذيب والعنف عن طريق (إقامة نصب تذكاري) ضرورة ملحة يمكن تنفيذها بشكل رسمى عن طريق ان يتبنى عدد من اعضاء البرلمان هذه الفكرة ويعملون على تطبيقها أو بشكل غير رسمي ( ببناء جدارية ) داخل حديقة نقابة المحامين او فى بهو نقابة الصحفيين او فى مدخل نادى القضاة ؛ وذلك من اجل استحضار ذكرى الضحايا و التعرف عليهم، و تعريف الناس بماضيهم، و زيادة وعي المجتمع، ودعم الضحايا واسرهم وإظهار الحقيقة، وجبر الأضرار، وضمان عدم تكرار ما جرى. إضافة إلى كل ذلك، غالبا ما يكون هناك مطلب بالتذكر. فتذكر الماضي يتيح نوعا من تكريم أولئك الذين ماتوا أو تمت التضحية بهم. حيث أن آليات التذكر يمكن أن تساهم في بلوغ أهداف أخرى ، بما في ذلك البحث عن الحقيقة، وضمان عدم تكرار الانتهاكات مستقبلا، وتحفيز الحوار والنقاش حول الماضي، ووضع سجل تاريخي مناسب، والإنصات لأصوات الضحايا ومتابعة الأهداف المرتبطة بجبر أضرار الضحايا وملاحقة الجناة وفضحهم اما المجتمع .
فدائما كانت وستظل النصب التذكارية تجسيدا لأحداث وأشخاص أو نشاطات حدثت في فترة تاريخية سابقة. وهي فئة واسعة للغاية وتشمل أشكالا فنية عديدة، وأعمال نحت، وحدائق تذكارية، ومتاحف ضمير (مثل متحف تيريزين التذكاري في جمهورية التشيك أو متحف المقاطعة 6 في جنوب أفريقيا)، واللوحات التذكارية، وتحويل مراكز تعذيب سابقة إلى ساحات للتذكر (مثل موقع تيول سليتغ في كمبوديا)، والجدران التذكارية (مثل جدار مايا لينز التذكاري عن حرب فيتنام في واشنطن) وجهود أخرى تهدف إلى إثارة التذكر والنقاش حول الماضي , فعندما ادعوا الى نصب تذكارى لضحايا التعذيب فهذا هو اقل مايمكن ان نطالب به ليكون بمثابة تعويض رمزى من قبيل الاعتراف بفضل هؤلاء الضحايا الذين اضأءو لنا الطريق بأجسادهم وارواحهمكما انها وسيلة للتحفيز على التغيير المجتمعي، باعتبارها عاملا لإثارة حوار ضروري لبناء واستدامة مجتمع سلمي وديمقراطي ينبذ ويناهض العنف والتعذيب على كافة اصعدته سواء كان تعذيب مادى او معنوى , ويعتبر (لحاف الإيدز) مثالا ممتازا على نصب تذكاري لقي تشجيعا من خلال التفاعل المادي مع التذكار نفسه، وترجم إلى التزام حضاري أوسع وأشمل. إنها فكرة اختمرت في ذهن مجموعة صغيرة من الغرباء في سان فرانسيسكو سنة 1987 بشأن توثيق حياة أناس يخشى أن يهملهم التاريخ، وتحولت بعد ذلك إلى لحاف الإيدز، الذي يتكون من 44.000 قطعة قماش، ترمز كل قطعة منها إلى حياة شخص توفي بسبب الإيدز، وتمت حياكتها إلى بعضها البعض على أيدي الأصدقاء والمحبين وأفراد العائلة. وقد جلب اللحاف أكثر من 3 ملايين دولار خصصت لتقديم خدمات مباشرة للأشخاص المصابين بالوباء، ومن ثم أصبح هذا اللحاف أضخم مشروع فني مجتمعي في العالم. وربما يؤكد ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام سنة 1989 التأثير الذي يمكن أن يمارسه نصب تذكاري مشبع بالمعاني والدلالات في مجال حقوق الإنسان والعدالة .
احمد ابو المجد
محامى الفقراء

جريدة الفجر: شهادة لادانة النواب الصامتين


الثلاثاء، 24 يونيو 2008

صور


صور


صور


الاثنين، 23 يونيو 2008

دعوى قضائية لتحرير مجلس الشعب من احتكار صناعة القوانين !!!!

من اجل فك حصار احمد عز عن مجلس الشعب بالاغلبية الجاهلة التى يتحكم فيها حتى انه احتكر تمرير القوانين فى المجلس كما احتكر الحديد من قبل
اقمت هذه الدعوى لا لزام مجلس الشعب بأستخراج شهادة رسمية بالاعمال التى قام بها اعضاء مجلس الشعب عن دائرتى الانتخابية من تقديم قوانين واستجوابات وطلبات احاطة واسألة .... لتكون سابقة قضائية نستطيع من خلال هذه الشهادة فضح نواب الاغلبية امام انفسهم اولا وامام دوائرهم الانتخابية وناخبيهم لانهم خلال السنوات الخمس لا يقومون بأى دور يذكر سوى رفع اليد للموافقة على اوامر السيد عز
لقد آن الآوان لفضح الاغلبية الجاهلة والنائمة فى البرلمان المصرى
وهذا هو نص عريضة الدعوى
المقامة امام مجلس الدولة

السيد الأستاذ المستشار/ نائب رئيس مجلس الدولة
رئيس محكمة القضاء الإداري
يتشرف بتقديم هذا الطلب لسيادتكم السيد / احمد محمد أبو المجد- المحامى
والمتخذ له موطنا مختارا هو مكتبه الكائن 34 شارع نخلة المطيعى – مصر الجديدة – قسم النزهة – القاهرة .
ضد
السيد / رئيس مجلس الشعب
ويعلن بموطنه القانوني بهيئة قضايا الدولة ميدان سفنكس قسم العجوزة – محافظة الجيزة . مخاطبا مع /
السيد / الأمين العام لمجلس الشعب
ويعلن بموطنه القانوني بهيئة قضايا الدولة ميدان سفنكس قسم العجوزة – محافظة الجيزة . مخاطبا مع /
واتشرف بعرض الاتى
استهلال :
"ان مجلس الدولة هو الغوث الذى يفزع اليه الافراد والجماعات متى ظن احدا منهم انه مسلوب الحق "
عن وصية الاستاذ الدكتور / عبد الرازق السنهورى الرئيس الثانى لمجلس الدولة
الموضوع
لما كانت الديمقراطية هي تأكيد وتحقيق سيادة الشعب , وتتجلى هذه السيادة في اعظم صورها في اختيار المواطن لمن يمثله في مجلس الشعب ليقوموا بدورهم في التشريع وسن القوانين والرقابة على السلطة التنفيذية في تنفيذ وتطبيق هذه القوانين بما يحقق آمال وطموحات هذا الشعب , وهذا ما قرره الدستور في المادة الثالثة منه بقوله
" السيادة للشعب وحده , وهو مصدر السلطات , ويمارس الشعب هذه السيادة ويحميها ويصون الوحدة الوطنية على الوجه المبين في الدستور "
- كما جاءت وثيقة إعلان الدستور المصري لعام 1971 في نهايتها بالعبارة التالية " نحن جماهير شعب مصر تصميما ويقينا وإيمانا وإدراكا لكل مسئوليتنا الوطنية والقومية والدولية وعرفانا بحق الله ورسالاته وبحق الوطن والأمة , وبحق المبدأ والمسئولية الإنسانية وبعون الله , نعلن في هذا اليوم إلحادي عشر من شهر سبتمبر سنة 1971 , إننا نقبل ونعلن ونمنح لأنفسنا هذا الدستور , مؤكدين عزمنا الأكيد على الدفاع عنه وعلى حمايته وعلى تأكيد احترامه "
ونزولا على هذا اليمين وإعمالا له كانت هذه الدعوى.
فانطلاقا مما سبق وإحساسا من الطالب بالمسئولية الملقاة على عاتقه فى اختيار وانتخاب السادة اعضاء مجلس الشعب , ومن اجل ان يكون هذا الانتخاب قائم على اسس من تقديم المصلحة العامة واختيار افضل الكفاءات , ولعلم الطالب ان ذلك لن يتحقق الا بناء على توافر معلومات عن جهود واعمال السادة اعضاء المجلس خلال فترة عضويتهم داخل المجلس , حتى يتمكن الطالب من ممارسة حقه الدستورى والقانونى عن بصر وبصيرة وذلك طبقا لنص المادة 62 من الدستور "للمواطن حق الانتخاب والترشيح وابداء الرأى فى الاستفتاء وفقا لأحكام القانون ومساهمته فى الحياة العامة واجب وطنى "
- وما قررته المواثيق الدولية وعلى رأسها الاعلان العالمى لحقوق الانسان فى نص المادة 21 " لكل شخص حق المشاركة فى ادارة الشئون العامة لبلده , اما مباشرة واما بواسطة ممثلين يختارون فى حرية ... ارادة الشعب هى مناط سلطة الحكم , ويجب ان تتجلى هذه الارادة من خلال انتخابات نزيهة تجرى دوريا بالاقتراع العام وعلى قدم المساواة بين الناخبين وبالتصويت السرى او بأجراء مكافئ من حيث ضمان حرية التصويت "
- وكذلك ما قرره العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية فى مادته (25) " يكون لكل مواطن , دون اى وجه من وجوه التمييز المذكور فى المادة 2 , الحقوق التالية , التى يجب ان تتاح له فرصة التمتع بها دون قيود غير معقولة : (أ) ان يشارك فى ادارة الشئون العامة , اما مباشرة او بواسطة ممثلين يختارون فى حرية ..."
وبناء على ما سبق فقد تقدم الطالب لسيادة المطعون ضده الاول والثانى بطلب
لأستخراج شهادة رسمية من واقع سجلات المجلس موضحا فيها بيان كافة الاعمال البرلمانية الت قام بها السادة اعضاء مجلس الشعب عن دائرة المطرية وعين شمس (موطنه الانتخابى ) خلال الفترة الحالية من عضويتهم بالمجلس طالبا توضيح ما قاموا به من اعمال تشريعية ورقابية كتقديم مشروعات لقوانين واستجوابات واسئلة وطلبات احاطة ومشاركات فى اعمال لجان المجلس الموقر ... كما ارفق صورة ضوئية من بطاقة القم القومى له وصورة ضوئية من البطاقة الانتخابية , كما ابدى الطالب استعداده لسداد كافة الرسوم المقررة قانونا. الا ان السادة المطعون ضدهم امتنعوا عن اصدار هذه الشهادة مما يعد قرارا سلبيا بالامتناع عن اعطاء الطالب الشهادة سالفة البيان حتى يتمكن الطالب من اداء دوره فى المشاركة فى صناعة القرار فى وطنه عن بصيرة وحتى يكون اختياره نابع من معلومات وتقييم صحيح لنواب دائرته البرلمانية , وحتى تكون هذه الشهادة مرآة صادقة تعكس حقيقة ما قام به عضو الدائرة خلال فترة نيابته ,خاصة وان اعضاء المجلس كثيرا ما ينشغلوا عن وظيفتهم التشريعية والرقابية بمصالحهم الخاصة او حتى بمصالحهم الحزبية الضيقة وفى كثير من الاحيان يقتصر دور نائب الشعب على تقديم الشكاوى والطلبات للوزارات والمصالح الحكومية , مما يضر بالوظيفة التشريعية والرقابية للمجلس الامر الذى يؤثر على آداء المجلس فى سن القوانين , وهو الامر الذى نلمسه بأيدينا كل يوم فى قوانين مخالفة للدستور , وقوانين تحتاج الى تعديلات بعد فترات وجيزة من اقرارها , كذلك ما نشاهده من مهازل اثناء مناقشة واقرار القوانين التى تتغلب فيها مصلحة حزب الاغلبية على الصالح العام بأقرار قوانين تزيد من الاعباء الملقاة على رجل الشارع العادى كالقوانين التى تفرض المزيد من الضرائب على عاتق محدودى الدخل لزيادة الميزانية العامة لانقاذ الحكومة ولسد عجز الموازنة العامة الذى يتزايد بسبب الاداء الضعيف لحكومات متعاقبة لحزب الاغلبية الذى يتمتع بأغلبية فى مجلس الشعب تمكنه من تمرير القوانين وتؤمن للحكومة عدم مسألتها مسألة حقيقية بهذه الاغلبية ذات الاداء الضعيف والهزيل ,الامر الذى يحتم ايجاد وسائل لزيادة مشاركة المواطنين فى صناعة القرار من خلال اختيارات موفقة لنوابهم وممثليهم فى المجلس التشريعى وان يكون هذا الاختيار قائم على معلومات حقيقية وهذا لن يتوفر الا من خلال طلب الطالب بأستخراج شهادة توضح نشاط نائبى دائرته خلال فترة عضويتهم فى المجلس , وهل قام هؤلاء الاعضاء بدورهم الرقابى والتشريعى ام كان كل دورهم هو الموافقة برفع الايدى فقط وتمرير قوانين سيئة السمعة ؟

أسباب الدعوى

اولا :المصلحة والصفة فى رفع الدعوى :
لما كان الاصل فى دعوى الالغاء انها دعوى تختصم القرار الادارى لصدوره مشوبا بعيب من عيوب عدم المشروعية بقصد التوصل الى الغائه زكان دور القاضى فى هذا الامر هو التحقق من عدم المشروعية حتى اذا ما ثبت له وجود هذا العيب قضى بألغاء القرار المطعون فيه بحيث لا يقتصر اثره على رفع الدعوى ولكنه يسرى فى مواجهة الكافة , ولما كان الامر على هذا النحو , فأن دعوى الالغاء التى يدور النزاع فيها حول مشروعية القرارت الادارية هو مجال لا يتمتع فيه الافراد بحقوق شخصية ولا يقتضى بحكم اللزوم ان تستند المصلحة فيه لحكم اعتدى عليه بل يكفى ان يكون الطاعن صاحب مصلحة شخصية فى الغائه
( يراجع فى ذلك حكم محكمة القضاء الادارى رقم 1753 لسنة 10 ق والصادر فى 18/11/1956 )
ولما كان الاصل فى صفة المتقاضى فى قضاء الالغاء انها تندمج فى المصلحة فيكفى لقبول طلب الغاء القرار الادارى توافر شرط المصلحة لهذا الالغاء مهما كانت صفة رافع الدعوى لان دعوى الالغاء طعن موضوعى عام مبنى على المصلحة العامة التى يجب ان تسود القرارات الادارية وطلب الغائها هو مخاصمة للقرار الادارى المخالف للقانون فى ذاته ومن ثم فأن هذا الالغاء عينيا ولا يلزم فى طالب الالغاء ان يكون صاحب حق ذاتى بل يكفى ان يكون ذا مصلحة شخصية ومباشرة فى طلب الالغاء
( يراجع فى ذلك حكم محكمة القضاء الا دارى رقم 942 لسنة 5 ق جلسة 5/1/1954 )
وكون الطاعن اولا واخيرا مواطنا مصريا ينتمى الى هذا الوطن وهذه الامة وقد منحه الدستور صفة تالمواطنة التى كلفته مقدمة الدستور بالحافظ على سيادة القانون ومشروعية السلطة وكلفته بالدفاع عن الدستور وحمايته وعلى تأ كيد احترامه , كما نصت المادة (3) من الدستور على ان السيادة للشعب وحده ثم المادة (62 ) اوجبت عليه المساهمة فى الحياة العامة كواجب وطنى , والمادة (64 ) اكدت ان سيادة القانون هى اساس الحكم فى الدولة , كما منحته المادة (68) الحق فى اللجوء للتقاضى وكفلت له ذلك بل حظرت النص فى القوانين على تحصين اى عمل او قرار ادارى من رقابة القضاء , ومن الغنى عن البيان ذكر اهمية طلب الطالب بأستخراج هذه الشهادة التى ستمكنه من أداء دوره فى المشاركة فى ادارة شئون وطنه عن طريق نوابه فى مجلس الشعب ذلك ان هذه الشهادة ستبين للطالب مدى التزام نائبى مجلس الشعب فى دائرته بالمصلحة العامة للوطن ومدى نشاطهم فى استعمال الادوات الرقابية من طلبات الاحاطة والاسئلة والبيانات العاجلة والاستجوابات ومدى تفاعلهم واشتراكهم فى اعمال لجان المجلس وكذلك مساهماتهم فى تقديم مشروعات القوانين ,كل ذلك سيعكس للطالب مدى صحة اختياره لنوابه من عدمه مما يتيح تقييم حقيقى وعادل وصحيح لنوابه فى السلطة التشريعية , وعلى ذلك يمكن للطالب تحديد هل سيعطى صوته لهؤلاء النواب ام لا ؟ كما ستكون هذه الشهادة اداة رقابية فعالة على كل عضو فى مجلس الشعب يمكن من خلالها معرفة مدى اسهامه فى اعمال المجلس التشريعية والرقابية , وهل هو عضو فعال داخل المجلس ام لا؟ ومما لاخلاف عليه ان كون الطالب مواطن له حق الانتخاب بأختيار من يمثله فى ادارة شئون وطنه , فأن من اهم مقتضيات هذا الحق هو تمكينه من ان يكون هذا الاختيار اختيارا قائما على اسس ومعلومات صحيحة عن نشاط نائبى مجلس الشعب بدائرته ليقرر الطالب مدى استحقاق هؤلاء النواب صوته الانتخابى من عدمه .
ثانيا: مخالفة القرار الطعين للدستور

جاءت المادة الثالثة من الدستور لتقرر ان " السيادة للشعب وحده , وهو مصدر السلطات , ويمارس الشعب هذه السيادة ويحميها ويصون الوحدة الوطنية على الوجه المبين في الدستور "
وكذلك نص المادة (63) "للمواطن حق الانتخاب والترشيح وابداء الراى فى الاستفتاء وفقا لاحكام القانون , ومساهمته فى الحياة العامة واجب وطنى" .
وانطلاقا من هذه النصوص تقدم الطالب بطلبه الى سيادة المطعون ضدهما لاستخراج الشهادة محل الطلب ليتمكن من ان يكون اختياره اختيارا صحيحا وليكون مشاركته فى الحياة العامة قائما على اسس صحيحة وموضوعية الا ان القرار السلبى الطعين لم يمكن الطالب من ذلك مما يعد مخالفة صريحة لما نصت عليه مواد الدستور عندما جاءت لتقرر للمواطن هذا الحق بل وحثته على ذلك وجعلته واجبا وطنيا ملقى على عاتق كل مواطن , الامر الذى يجعل مخالفة هذه المواد والمبادئ الدستورية تصم هذا القرار بوصمة مخالفة الدستور مما يستوجب معه الغاء هذا القرار والزام المطعون ضدهما بأعطاء الطالب شهادة تمكنه من تقييم ممثليه فى المجلس .

ثالثا : انعدام ركن السبب

استقر العمل فقها وقضاءا على ان القرار الادارى اذا ما صدر من السلطة المختصة بأصداره وكان لا يستند الى سبب معقول يبرره او كان يستند الى سبب غير صحيح فأن ذلك يؤدى الى انعدام الاساس القانونى للقرار الصادر بما يجعله باطلا مستوجبا الغاؤه , لانه لابد ان يكون له سببا قائما مرتكزا عليه كما يجب ان يكون السبب قائما وله قوام فى الوقائع
" اسباب القرارات الادارية يجب ان تكون محققة الوجود وقائمة من وقت طلب اصدارها الى وقت صدورها بحيث تصدر تلك القرارت قائمة عليها بأعتبارها اسا صادقة ولها قوام فى الواقع "
(محكمة القضاء الادارى – الدعوى 79/ 2 ق – 24//2/ 1949 – 3/108/385 – حمدى ياسين – ط 1987 – مبدأ 649 )
كما قضى ايضا
" يجب قانونا لصحة القرار الادارى ان يقوم على وقائع ثابتة صحيحة والا انعدم اساسه وكان مخالفا للقانون "
( محكمة القضاء الادارى – الدعوى رقم1211/5 ق – 26 /3/1953 – 7/449/775)
وبأنطباق ما سلف تبيانه على موضوع دعوانا نجد ان القرار الطعين بالامتناع عن اعطاء الطالب الشهادة موضوع الطعن لا يقوم على سبب معقول له ما يبرره وعليه يكون هذا الامتناع بلا سبب او اساس قانونى مما يستوجب الغاؤه .
وفى ذلك قضت محكمة القضاء الادارى بحكمها
"....فأن هذه الاسباب تكن خاضعة لرقابة مححمة القضاء الادارى لتعرف مدى صحتها من الوجهة المادية وهل تطابق القانونا نصا وروحا فأذا استبان لها انها غير صحيحة ماديا او انها تنطوى على مخالفة القانون او على خطأ فى تأويله او تطبيقه او على اساءة استعمال السلطة كانت تللك القرارات باطلة وحق لمحكمة القضاء الادارى ان تحكم بألغائها لانعدام الاساس الذى يجب ان يقوم عليه او لفساده "
( محكمة القضاء الادارى الدعوى رقم 789 / 5 ق 24/6/1953- س 7 ص 747)
رابعا :عيب اساءة استعمال السلطة

السلطة الممنوحة للجهة الادارية ليست مطلقة ولكنها سلطة مقيدة بالمشروعية التى تدور وجودا وعدما مع القرار الادارى الذى اذا جنحت السلطة به مسيئة استعمال هذه السلطة وجب على القضاء اعادة المشروعية بالقضاء ببطلان هذا القرار والغاءه والزام الجهة الادارية بالمشروعية فى قرارتها وكافة تصرفاتها
" انعدام السبب المعقول للقرار الادراى وانطواء تصرف الادارة على تمييز بعض الناس على حساب البعض الاخر دون مسوغ مقنع او على اساس من الصالح العام هو صورة من صور مشوبة القرار الادارى بالانحراف "
(المحكمة الادارية العليا – الطعن رقم 1362/10ق – 26/11/1966 – س- 12 – ص 282 )

خامسا : توافر ركنى الجدية والاستعجال

من المبادئ المستقر عليا فقها وقضاءا للحكم بوقف التنفيذ توافر ركنين اساسيين وفقا لنص المادة 49 من القانون رقم 47 لسنة 1972 الخاص بمجلس الدولة
الركن الاول : ركن الجدية
بأن يكون ادعاء المدعى قائما على اسباب جدية بحسب الظاهر يرجح معها الغاء القرار , وان يترتب على تنفيذ القرار الادارى نتائج يتعذر تداركهاوهذا ما نراه جليا فى متمثلا فى حجم القوانين التى يتم تمريرها فى مجلس الشعب وخاصة فى نهاية دورة الانعقاد حتى ان بعض هذه القوانين لا يستغرق اقرارها بضعة ساعات مستغلين فى ذلك اغلبية الحزب الحاكم فى تمرير القوانين , مما يجعل فاعلية المواطن فى رقابة ممثليه فى المجلس ضرورة لوقف نزيف التشريعات المصرية داخل مجلس الشعب على يد اغلبية لا تجيد الا رفع الايدى للموافقة على قوانين لا تحقق مصالح رجل الشارع البسيط , الامر الذى يمكن تلافيه بحكم القضاء بالزام المطعون ضدهما باستخراج هذه الشهادة التى ستكون بمثابة وثيقة على كل نائب تعكس نشاطه داخل المجلس من عدمه مما يجعلها وسيلة رقابة عملية للمواطن على ممثليه داخل البرلمان .


الركن الثانى: ركن الاستعجال
فى الايام الاخيرة من كل دورة انعقاد للبرلمان تتكدس مشروعات قوانين فى غاية الاهمية لاقرارها فى هذه الساعات القليلة ويتم حشد اعضاء المجلس من اعضاء حزب الاغلبية لتمرير هذه القوانين لتتراص هذه القوانين صفا واحد فى مواجهة المواطن البسيط الذى يتم سحله بين رحى حزب الاغلبية بشقيه الحكومة والبرلمان مما يستلزم بالضرورة وجود اداة رقابة على هؤلاء الاعضاء يمكن من خلالها اثبات عجز واخفاق هؤلاء النواب عن آداء عملهم البرلمانى فى التشريع والرقابة بمستند رسمى صادرمن المجلس ذاته مما سيجعل من هذا المستند وسيلة المواطن لاثبات عدم وفاء نائبه بألتزاماته .
لذلك
يلتمس الطالب من سيادتكم بعد الاطلاع على طلبه تحديد اقرب جلسة لنظر هذا الطعن والحكم
اولا وبصفة مستعجلة : بوقف تنفيذ قرار المطعون ضدهما السلبى بالامتناع عن اعطاءه شهادة رسمية من واقع سجلات المجلس موضحا فيها بيان كافة الاعمال البرلمانية التى قام بها السادة اعضاء مجلس الشعب عن دائرة المطرية وعين شمس (موطنه الانتخابى ) خلال الفترة الحالية من عضويتهم بالمجلس و توضيح ما قاموا به من اعمال تشريعية ورقابية كتقديم مشروعات لقوانين واستجوابات واسئلة وطلبات احاطة ومشاركات فى اعمال لجان المجلس الموقر ثانيا وبصفة موضوعية : الغاء القرار الطعين والزام المطعون ضدهما بالمصروفات واتعاب المحاماة .

الاثنين، 9 يونيو 2008

المتحف السياسى المصرى


المتحف السياسى المصرى

امتلأت عين صديقي الفرنسي( البير ) دهشة وإثارة وأنا أحكي له أسطورة (إيزيس وأوزوريس) الفرعونية القديمة لكنه كان اشد دهشة وإثارة وعجبا وأنا أحكي له أسطورة ( أستاذية العالم ) تلك الأسطورة التي ابتدعها الشاب الأزهري مدرس اللغة العربية الشيخ حسن البنا منذ اكثر من ثمانين عاما وهو فى العقد الثالث من عمره عندما بدأ يؤسس جماعة الاخوان المسلمين فى محافظة الاسماعيلية . وتتلخص هذه الاسطورة فيما قاله البنا من ان هدف جماعته النهائى هو استاذية العالم , اى السيطرة على العالم وقيادته بعد عدة مراحل منها اقامة الدولة الاسلامية والخلافة الاسلامية ثم استاذية العالم, والتى لم يتطرق البنا الى تفاصيل هذه الاستاذية ولكنه ترك التفاصيل لخيال اجيال متتالية من الاخوان لتكتمل الاسطورة فى خيالهم وتكون المحرك الرئيسى لهم , ولع صديقى الفرنسى بالأسطورة الاخوانية , ووجود عشرات الاساطير والخرافات التى تحرك النخبة السياسية المصرية والتى يعتبرها الكثيرون مرجعيات فكرية , مع اكتظاظ الاحزاب السياسية المصرية والقوى السياسية بمئات (الكهنة) الذين يمارسون طقوسهم وشعائرهم السياسية فى مقرات هذه الاحزاب التى اكتست أركان جدرانها بأعشاش العنكبوت وجحور الوطاويط والخفافيش , كل هذا جعلنى أفكر في لماذا لا نقيم متحفا للسياسة المصرية؟ , (متحفا حيا) , نجمع فيه كل هذه( الثروة) والمقتنيات السياسية التى ننفرد بها ونعرضها للعالم!!! , متحفا يضم قسما للاخوان المسلمين – قوى المعارضة الرئيسية فى البلاد – يكون نموذج حى لمكتب الارشاد فى المنيل الذى يتجاوز أعمار نصف أعضاءه الثمانين ربيعا بكل ما يحملونه فى عقولهم من أساطير وخرافات بداية من أسطورة( أستاذية العالم) ومرورا( بالولاء والبراء) و(السمع والطاعة )…. يخصص فى هذا القسم مكانا للعرض الدائم لفضيلة المرشد وهو يلقى بأحاديثه وتصريحاته الشيقة بداية من تصريحه " طظ فى مصر".. مرورا بتصريحاته بإمداد المقاومة اللبنانية بالجنود البواسل من شباب الجماعة !!, وسيقف( الترجمان) فى هذا القسم ليشرح للزوار اساليب وطرق التصعيد للجماعة وخاصة ما يتعلق بالترشيح والانتخاب لعضوية مكتب الارشاد ومجلس شورى الجماعة خاصة بعد الانتخابات الاخيرة والتى قال عنها المرشد انها شأن داخلى لا يجوز لأحد ان يسأل عنه!! , تلك الاسرار التى تفوق فى سريتها سر التحنيط عند الفراعنة , كما يمكن ان يضم هذا المتحف اقساما اخرى اكثر طرافة وتسلية ومتعة للزائرين , خاصة ذلك القسم الذى سيضم الاحزاب التى مازالت تحتفظ بالطربوش وتضع خطط للقضاء على البطالة من خلال تعليم الشباب حرفة الحلاقة ,والاحزاب التى يتصارع على رئاستها شباب فى العقد التاسع من اعمارهم ما زالو يبحثون عن اثبات الذات وتكوين انفسهم !!!,وكعادته سوف يفوز الحزب الوطنى – حزب الاغلبية – بنصيب الاسد فى ذلك المتحف خاصة وهو يملك عددا ضخما من كهنة السياسة المصرية الذين يمتد تاريخ بعضهم الى العمل مع الملك مينا موحد القطرين , كما انهم هم اصحاب الفضل فى نشأة أسطورة( المواطن محدود الدخل) الذى ترعاه الحكومة وتحميه وتوفر له احتياجاته , ومن قبلها اسطورة( تحالف قوى الشعب العامل) وخرافة( الرئيس المؤمن ) والعادل المستبد , واسطورة الطفل المعجزة محتكر الحديد , لاشك ان هذه العروض سيتجاوز عائدها بالعملة الصعبة عائد السياحة وقناة السويس مجتمعين وبذلك سنحقق المعادلة الصعبة , اولا : سنجد فائدة تذكر لهذه القوى السياسية , ثانيا ستجد هذه القوى عائد مادى تستطيع منه الانفاق على انشطتها وطقوسها لاخراجها من حالة البطالة السياسية المقنعة, وبخاصة جماعة الاخوان المسلمين التى تعانى من أزمة مالية بعد مصادرة اموال الجماعة فى القضايا الاخيرة ,المتحف السياسى المصرى ستكون له فوائد عظيمة , فمن خلاله سنستطيع تقديم تجربة رائدة للعالم العربى من حولنا للاستفادة من مخلفاتهم السياسية وكتبهم الخضراء والحمراء وبقايا عصور الظلام السياسى فى صورة استثمار يدر عائد , فرب ضارة نافعة , كما ان وجود مثل هذه المتاحف سيمكننا من ادراك وقياس مدى تطورنا وتقدمنا الى الامام , كما انه سيكون وسيلة لارضاء طموح كهنة السياسة المصرية والعربية الذين يرفضون الرحيل فى الخلود .
احمد ابو المجد
محامى الفقراء
http://loweregypt.blogspot.com

الخميس، 8 مايو 2008

إبليس نقيبا للمحامين!! الجزء الاول ملفات على مكتب ابليس؟!


إبليس نقيبا للمحامين!!
الجزء الأول
ملفات على مكتب إبليس ....
سنوات اكثر من أن تعد وتحصى, مضت وهو يقوم بعمله ودوره باجتهاد يشهد به الجميع , كل الناس تشهد له بالكفاءة والتفانى والمثابرة والنشاط والدقة في عمله من يعرفه ومن لا يعرفه ! , ومن ذا الذي لا يعرفه ؟! وبالرغم من ذلك الجميع يكرهونه يرفضونه بل يلعنونه يستوي في ذلك الطيبون والأشرار!! ! , حتى انه كلما أتقن في عمله زادت كراهية الناس له , متميز و كفأ ومتفوق على أقرانه دائما حتى عندما كان في وظيفته الأولى كانت له مكانة متميزة بالرغم من شدة الاختلاف بين الوظيفتين !!! ؟ولم يكن سبب العداء والكراهية الغيرة او الحسد او التطلع لمكانته لكنها الكراهية للكراهية ! كثيرا ما نسجت حوله الشائعات بل الأساطير والخرافات , وبالرغم من كل هذا العداء وهذه الكراهية والتحديات والعقبات الا انه لم يستسلم , ولم يعرف يوما الراية البيضاء , بل على العكس كل يوم وكل دقيقة يحرز انتصارا ونصرا,حتى انه أدمن النجاح , وهذه النجاحات المتواترة هى ما دفعت الملل ليتسرب الى نفسه ويغزوها , حتى اصبح النجاح بلا طعم , واجتاح الملل عرشه , واستبد به , واحال حياته الى الجحيم !! نعم احال الملل حياة ابليس اللعين عدو الله وطاوس الملائكة قديما الى جحيم لم يعد يطيقه , ولم يجد له من مخرج , كل سنوات الغواية التى قضاها ابليس فى عمله من يوم ان رفض ان يسجد لآدم حتى هذه اللحظة لم تفلح ان تجد له ما يعتقه من الملل الذى اصابه بعد ملايين السنين , فقد راى انه منذ ملايين السنين يغوى بنى آدم ليضلهم عن سواء السبيل وقد اخذ على نفسه عهدا بذلك , كان يأمل يومها ان يدفع ابناء آدم الى تدمير انفسهم , ونجح فى جولته الاولى وقتل هابيل قابيل ,ملايين الملايين نجح ابليس فى ان يقتلوا على ايدى اخوانهم ,لكن بقى ابناء آدم يتناسلون يعمرون الارض يتزايدون , ينفث بينهم ابليس وساوسه فيشعل الحروب ..لكن سريعا ما يعود السلام الى الارض ... لطم ابليس خده لانه يحرث فى الماء , كان مشهدا يستحق ان يسجله التاريخ حينما عاد ابليس ليلا مخمورا مترنحا , بعدما لجأ الى الخمر , لتخرجه من جحيمه , ولم تكن ام الخبائث وحدها هى كل ما لجأ اليه ابليس اللعين , لكنه لم يترك بابا من ابواب السلوى او طريقا من طرق الغواية الا وسلكها ,لكنه لم يسلكها اليوم غاويا بل مغويا !!! كاد ابليس ينهار وهو يرى مجهود ملايين السنين ينهار بين يديه, لكن جحيم الافكار لم تبخل عليه بما يفرج كربه , فقد اهتدى عدو الهدى الى طريقة جهنمية للخروج من قيد الملل الذى طوق عنقه , فقد قرر ابليس ان يترك مقاعد المشاهدة والمتابعة الى ارض المعركة مباشرة , فلم يعد يطيق صبرا للجلوس فى مقاعد المتفرجين , ولم يعد يرضى غروره فن الغواية فحسب, فقرر ان يتجسد فى صورة انسان ليدير خططه الشيطانية بنفسه , ليالى طويلة مرت على ابليس وهو يعد خطته , كيف سيتجسد فى صورة انسان ليدير معركته فى القضاء على ابناء غريمه آدم ,من اين يبدأ ؟ كيف سيتجسد ؟ ما هى صفات هذا الشخص الذى سيتجسد فيه ؟اسئلة كثيرة حاصرت ابليس , لم يكن احد قادر عليها الا ابليس ذاته , فى البداية كان اختيار العالم القديم مقرا له لاسباب كثيرة اهما انه الان ما يطلق عليه الشرق الأوسط ,اكثر المناطق اشتعالا فى العالم ,مركز النفط , كما انه مازال يتذكر أنها مهبط كل الرسالات السماوية , ولم يجد ابليس افضل من مصر , قلب الشرق الاوسط والعالم العربى والاسلامى ,واكثر دول المنطقة من حيث الكثافة السكانية , واقدم حضارة فى المنطقة , ولكن توقف ابيلس طويلا وهو يختار فيمن سيتجسد من مصر ليدير خطته الشيطانية ؟ كان اقرب الشخصيات حاضرة فى ذهن ابليس هو رئيس الجمهورية لما يتمتع به من سلطة لكن كبر سن الرئيس ,جعله يعدل عن هذه الفكرة , بعده كان شخصية رئيس الوزراء لكن , حاجة ابليس الى ان يتجسد فى صورة محببة الى الناس جعله يعدل عن هذه الفكرة ؟؟؟؟, فقد وضع ابليس شروطا للشخص الذى سيتجسد ابليس فى صورته , اولها ان يكون شخصية عامة , تملك من السلطة وحب الجمهور ما يمكنها من تحريك الجماهير , ثانيها ان تكون متواصلة مع قطاع عريض من الناس ليمنكها ذلك من الحشد وسرعة التواصل مع الناس, فقد اراد ان يكون كالنار فى الهشيم ثالثها ان تكون سلطة هذه الشخصية معنوية اكثر منها سلطة مادية , سلطة تمتد الى خارج حدود مصر لتصل الى العر ب كلهم , راودته فكرة التجسد فى صورة امين الجامعة العربية ابليس لكنه عدل سريعا عنها فقد فقد هذا المنصب قيمته من زمن بعيد , لم يكن هناك افضل من شخصية نقيب محامين مصر ورئيس اتحاد المحامين العرب امام ابليس بكل ما تعنيه هذه الشخصية من حضور وسيطرة وسلطة معنوية وتوجيه لملايين البشر فى هذه المنطقة, كل هذه الامكانيات يستطيع ابليس توظيفها لاشعال نيران حقده وكراهيته لابناء آدم للقضاء على وجودهم على الارض , لكن جاءت الاخبار تتوالى على ابليس لتخبره ان القضاء قضى ببطلان مجلس نقابة المحامين وان الانتخابات باتت وشيكة وان منصب النقيب اصبح متأرجحا بين عدد من الشخصيات المحتمل ترشيحهم لهذا المنصب, لكن هذا لم ينل من عزم ابليس على اتمام خطته بل على العكس كان ذلك ادعى لابليس ان يتمسك بهذه الشخصية ليتجسد فيها , وكعادته لم يترك ابليس الوقت يضيع منه فقد جلس على مكتبه وامامه خمسة ملفات مكتوب على اولها سامح عاشور (ناصرى ) مختار نوح (اخوان سابقا ) ,محمد كامل (وفد ) طلعت السادات (الجبهة الديمقراطية ) , مرتضى منصور (زملكاوى ) , مازال إبليس يضع الملفات على سطح مكتبه ليقرر أيا من هذه الشخصيات تناسبه اكثر للتجسد فيها ليقوم بمهمته فى القضاء على البشرية , فقد قرر ان يتجسد فى هذه الشخصية ويخوض بها الانتخابات ليكون ابليس نقيباً منتخباً للمحامين .


انتظرو................ الجزء الثانى
الملف الاول
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


احمد ابو المجد
محامى الفقراء

الأربعاء، 7 مايو 2008

محاضرة الشيخ يوسف البدرى عن حقوق الانسان فى الاسلام فى مركز الكلمة!!!






محاضرة الشيخ يوسف البدرى عن حقوق الانسان فى الاسلام فى مركز الكلمة!!!

من مئات السنين يصعد الخطباء على المنابر فى طول الارض وعرضها وفى آلاف آلاف المساجد فى الدنيا كلها ويلقون الخطب والمواعظ ثم تنتهى الخطبة ...اقول قولى هذا وغفر الله لى ولكم .. وينصرف الخطيب فى امان الله , لم يذكر لنا التاريخ فى يوم من الايام ان احد المصلين ذهب الى الشرطة للابلاغ عن شيخ او خطيب اساء اليه فى خطبة او درس ؟! ولم يتقدم شيخ للمحاكمة بسبب شكوى او بلاغ من شخص اساء اليه شيخ !! وليس السبب فى ذلك ان الشيوخ والخطباء منزهين عن الخطأ فما زالت شرائط الشيخ عبد الحميد كشك – رحمه الله – على الارصفة فى كل مكان يسب فيها سيدة الغناء العربى بقوله العجوز الشمطاء ...الخ ولم يكن الشيخ كشك اول او أخر الشيوخ الذين يطلقون السنتهم للنيل من خصومهم ولم تكن سيدة الغناء العربى هى اول او أخر ضحايا الشيوخ من منابرهم , فكثيرا ما يستغل الشيوخ المنبر وحصانته الدينية لتصفية الخلافات , احيانا ولجلب الرزق احيانا مرة بالتجارة ومرة من عوائد الظهور فى الفضائيات التى يعيش البعض عليها ....ولكن بالرغم من كل شئ لم يقدم شيخا للمحاكمة بتهمة تعرضه لشخص فى خطبة او درس او موعظة ..

هذه الخاطرة طرقت عقلى وانا اتابع عروض الشيخ يوسف البدرى فى المحاكم والفضائيات لملاحقة اعداء الله من الشعراء والمفكرين والحقوقيين ....عليهم من الله ما يستحقوا ..... وفتاويه العبقرية بداية من كفر عبير صبرى لخلعها الحجاب مرورا بأستتابة الدكتورة سعاد صالح .... ونهاية بفتواه الاخيرة بحرمة الاضراب لانه مخالف للشرع الاسلامي ومن يشترك فيه فهوآثم وتحريمه الدعوة لاستقالة رئيس الجمهورية وتشكيل مجلس انتقالي يتولى الحكم. وقوله إنه يجب على "مبارك" ألا يستجيب لأي دعوة بالاستقالة تأتيه ممن وصفهم بالعوام و"الروبيضات" وأن يسير على درب الخليفة الراشد عثمان بن عفان عندما رفض طلبا من"مصريين" للتنحي وقوله إن انضمام بعض الفئات لهذه الحركة ظنا منهم أنهم سوف يحوزون على عدد ضخم من المضربين في هذا اليوم، يعد ارتكابا لكبيرة ويجعل الخطر كبيرا وقوله لا يجوز للحاكم أن يتنازل عن الحكم طالما يعلم أنه أدى ما عليه وأكثر ولم يقع في خطأ ولم يتخذ منصبه وسيلة لظلم الناس أو التربح وترك الشعب يعيش في فقر أو ترك أمرا مهما من أمور الدين" فكعادته يمتطى الشيخ صهوة جواده القانونى والاعلامى للدفاع عن الله وعن الاسلام فى مواجهة الاعداء , الامر الذى اعاد الى ذهنى لقائى الاول والاخير بالشيخ , ذلك اللقاء الذى لولا فضل الله على لكنت واحدا من اعداء الله !!! الذين يقاضيهم الشيخ ليتعلموا الادب , كان اللقاء فى شهر رمضان الماضى حينما تلقيت دعوة من الاستاذ ممدوح نخلة المحامى مدير مركز الكلمة لحقوق الانسان للافطار السنوى للمركز , ولاننى لا احب الافطار خارج البيت كدت اعتذر عن الحضور الا ان علمى بحضور الشيخ يوسف البدرى للافطار بمركز الكلمة !!! هو ما حثنى على الحضور , فالفضول دفعنى لمعرفة السبب الذى من اجله يذهب فضيلة الشيخ الى المركز الذى قدم ضده بلاغ الى النائب العام يتهمه فيه بأذدراء الاديان والتطاول على الاسلام !!! وانا اتابع بشكل دائم صولات وجولات الشيخ ضد الاستاذ مدوح نخلة وحروبهم المستمرة فى الفضائيات وغزوات الشيخ فى هذا المضمار, ذهبت يومها الى مقر المركز لاجد الشيخ البدرى يجلس على مقعد مكتب الاستاذ ممدوح فى غرفة مكتبه , ويدور بينهما حديث حميمى فى وصلة من المدح والاطراء والاعجاب المتبادل !!!على غير عادتهما امام الكاميرات فى القنوات الفضائية وبرامج التوك شو التى تمنح مكأفات مجزية للضيوف !!! , ثم اعطانى الاستاذ ممدوح النشرة الدورية للمركز ففوجئت بغلافها يحتوى على صورة الشيخ البدرى!!! وبداخلها مقالة للشيخ عن حقوق الانسان فى الاسلام !!! ثم حان موعد أذان المغرب فصلينا انا والشيخ الجليل المغرب فى المركز ثم تناولنا الافطار مع مجموعة من الصحفيين واعضاء المركز , ثم قدم الاستاذ ممدوح نخلة الشيخ البدرى لالقاء محاضرة عن حقوق الانسان فى الاسلام !!!!!!!

وهنا اجتمعت فئران الدنيا كلها فى رأسى لتحفر فى رأسى عدد من علامات الاستفهام ؟؟؟؟

لم اجد لها من اجابة فى كل الاجابات البريئة فى الدنيا

بالرغم من كل محاولاتى ان اكون حسن النية الى ابعد الحدود

لماذا يذهب الشيخ الى مركز الكلمة الذى قدم ضده بلاغات للنائب العام يتهمه فيه باذدراء الاسلام والتنصير وغيرها من الاتهامات ؟

لماذا يظهر الشيخ بصورة فى المكاتب والغرف المغلقة وبصورة اخرى امام شاشات الفضائيات ؟

لماذا يكتب الشيخ مقال مدفوع الاجر فى النشرة الدورية للمركز ؟ وهل اموال المركز حلال من وجهة نظر الشيخ وطبقا لفتاويه السابقة ؟ ام ان الشيخ يستحل اموال مركز الكلمة ؟كما يستحل اموال الفضائيات التى تعرض الرقص والمجون !!!؟ ام ان هذه نقرة وهذه نقرة ...وكانت اصعب هذه الاسئلة هى لماذا يختار الاستاذ ممدوح نخلة الشيخ يوسف البدرى للحديث عن حقوق الانسان فى الاسلام!!! بالرغم مما اشتهر به الشيخ من التشدد فى آرائه ومواقفه وخاصة ما يتعلق منها بحقوق الانسان ؟؟ الا ان الاجابة على هذا السؤال جاءت سريعة بأكثر مما ينبغى فقد بدأ الشيخ حديثه فى اللحظة التى كان مهتما فيها الاستاذ ممدوح نخلة بتصوير المحاضرة على كاميرا ديجيتال كاملة بحرص شديد يثير المزيد من التسأولات ؟

وصال وجال الشيخ فى محاضرته حول حقوق الانسان التى حصرها فى حقه فى الاكل والشرب والجماع ثم اخذ يسرد المحاذير والمحرمات فأسهب فى ذكر ذلك وتشدد مما يعكس ان ما قاله الشيخ هو اقرب لحقوق الحيوان منه لحقوق الانسان , حاولت التدخل بالحديث لكننى وجدت محاولات شديدة من الاستاذ ممدوح بعدم مقاطعة الشيخ ليقول كل ما عنده ويفرغ كل ما فى جعبته فى الشريط المسجل !! انتهى الشيخ بعد وقت طويل وبدأت التعليقات التى كان اولها تعقيبى بقولى بأن كل ما قاله الشيخ هومجرد اجتهاد منه يمكن ان يكون اجتهاد صحيح ويمكن ان يكون خاطئ وان رأيه هذا محل دراسة وشك وخلاف واختلاف واستشهدت برأى الشيخ القرضاوى المخالف لرأى الشيخ البدرى فى احدى هذه المسائل, فلم يطيق الشيخ صبرا للانتهاء من تعليقى فوجدته هاج وماج وصال وجال وبلغ صوته عنان السماء واتهمنى بالجهل واستنكر استشهادى بالشيخ القرضاوى واتهمه ايضا بالجهل , وتدخل الاستاذ ممدوح نخلة لتهدأة الشيخ واخماد ثورته , وانتهى اللقاء بعدما اعلن الشيخ البدرى والاستاذ ممدوح نخلة تنازلهما عن كل البلاغات المتبادلة بينهم ,وانصرفت وانا اقول لنفسى لو أردت تشويه صورة الاسلام امام الدنيا بأكلمها وخاصة فيما يتعلق بحقوق الانسان , هل سأفعل اكثر من اننى سأحضر شيخا متشددا ليتكلم عن ما يتصوره حقوق الانسان وهو فى نظر الدنيا كلها هى اقل حقوق الحيوان , واسجل هذا الكلام , لأشيعه فى الدنيا كلها , كأسوأ دعاية لهذا الدين , ساعاتها فقط بدأت اعيد النظر فى مدى براءة الدبة التى قتلت صاحبها , وهل كانت حسنة النية ام ان الدبة كانت لها مصلحة فى قتل صاحبها ؟؟؟؟؟؟؟؟

احمد ابو المجد

محامى الفقراء

الخميس، 1 مايو 2008



الشبق السياسى لجماعة الاخوان المسلمين بين اضراب 6 ابرايل و5 مايو

كبر سنها لم يقف حائلا بينها وبين الشبق , فبالرغم من بلوغها الثمانين الا انها مازالت قادرة على المرواغة والمناغشة, فمن قديم الزمان خلعت برقع الحياء , بالرغم من اصرارها على ان تصبغ حياتنا بالحجاب المادى والمعنوى.......مازال الجميع يتذكر اول علاقة لها فى الحرام حتى قبل ان يقترب منها (خراط البنات) , هذه العلاقة التى لم تكن مع ابن الجيران , بل كانت مع الملك , ملك مصر فى هذا الوقت ,لا اتكلم هنا عن راقصة او فتاة ليل , ولا اقصد بالشبق الشبق الجنسى ولكنى اتكلم عن الشبق السياسى , والرغبة فى السلطة - اى سلطة - وبأى طريقة , والمقصودة هنا هى جماعة الاخوان المسلمين ومواقفها السياسية التى لا اجد لها تشبيه الا المثل العامى الذى يتكلم عن من ترغب وتقتلها الرغبة لكنها تخشى من الحمل(الحبل ) وهذا هو منهج الاخوان فى العمل السياسى الرغبة والخوف والذى ينعكس فى خطابها فيما يمكن ان اسميه النفاق السياسى , فالجماعة دائما تأكل على مائدة معاوية ولكنها تفضل الصلاة خلف على رضى الله عنه , للجماعة مواقف كثيرة لكن اقربها زمنا واوضحها لنا هو موقفها من اضراب( 6 ابريل) واضراب( 4 مايو) ففى الاضراب الاول تجاهلت الجماعة الاضراب وقال المرشد ان احدا لم يدعوه الى الاضراب وكأن الاضراب حفل زفاف احد الاخوان يجب ان يذهب المرشد اليه بدعوة من اجل ان يقبل شباب الجماعة يديه الطاهرة للحصول على البركة , تجاهلت الجماعة الاضراب ولم تشالرك فيه لا لشئ الا ان تثبت انها الوحيدة القادرة على الحشد وتحريك الشارع , فأرادت الجماعة وأد حركة المعارضة الجديدة فى الشارع المصرى, كما انها كانت تنتظر جائزة لعدم مشاركتها فى الااضراب بالعفو عن خيرت الشاطر واصحابه , لكن خابت كل ظنون الجماعة, ونجح الاضراب , وصدرت احكاما مشددة وقاسية على الشاطر واصحابه من المحكمة العسكرية, فأرادت الجماعة ان تسترجع من امرها ما فات, فقررت الجماعة المشاركة فى الاضراب الجديد فجاء قرار المشاركة ينطبق تماما مع المثل العامى (عايزة وخايفة من الحبل ) فقد قال رشاد البيومى عضو مكتب الارشاد الذى اعلن مشاركة الجماعة فى الاضراب انهم سيشاركون فى الاضراب ولكنهم لن يخرجو فى المظاهرات !!!كما لن يشارك فى الاضراب الاطباء والمدرسين وغيرهم من المهن الضرورية للمجتمع!!!! , فى صورة مبتذلة تعكس مدى ميكافيلية الجماعة وحرصها على ركوب الموجة والقفز على الاضراب لينسب اليها عند نجاحه , لتظهر بصورة المعارضة الرئيسية فى الشارع المصرى ,لتستمر الجماعة فى سرقة الاضواء ,وليظهر الشارع المصرى خالى من اى قوى معارضة بأستثناءها , وفى ذات الوقت تحاول الجماعة ان لا تغضب النظام بأعلانه عدم مشاركتها فى التظاهر , وتكتفى بأن تعلن انها ستشارك بجلوس افرادها فى بيوتهم , الامر الذى لا يمكن قياسه او معرفته , او حتى الاحساس به , فى صورة من صور الانتهازية السياسة التى تمارسها الجماعة منذ نشأتها حتى الان ومنذ قيادة مؤسسها الاول حتى مرشدها الحالى , والتاريخ خير شاهد على ذلك فالجماعة فى بداية عهدها ارادات الاقتراب من الملك رغبة منها فى الاقتراب من السلطة
وعن بداية هذه العلاقة يذكر الشيخ البنا في مذكراته أنه في فترة وجود الجماعة بالإسماعيلية وشى به البعض لدي السلطات واتهموه بالسب في الذات الملكية، وثبت من التحقيق بطلان التهمة وأن البنا كان يملي على طلبته موضوعات في الثناء على الملك !!ويعدد مآثره كما أنه دفع العمال يوم مرور الملك بالإسماعيلية إلى تحيته وقال لهم: “لا زم تذهبوا إلى الأرصفة وتحيوا الملك حتى يفهم الأجانب في هذا البلد أننا نحترم ملكنا ونحبه، فيزيد احترامنا عندهم” وكان ذلك دافعاً لأنّ يكتب أحد رجال البوليس تقريراً بهذه المناسبة يقترح فيه تشجيع الحكومة للجماعة وتعميم فروعها في البلاد
فأذا كان هذا موقف الاخوان فى احترام الحاكم فلماذا يتغير الان ؟؟؟؟.وعندما مات فؤاد رثته صحيفة الإخوان بمقال بعنوان [مات الملك يحيا الملك] كان الغرض من ورائه هو جذب عطف ولي عهده الملك الجديد - فاروق - الذي كان يتولى رعايته رجل ديني هو الشيخ المراغي - على أسلوب الجماعة ودعوته للتمسك بالتقاليد الإسلامية التي كان كما ذكر المقال - يتحلى بها والده ، وكما والت الصحيفة نشر عدة مقالات تدور حول هذا الغرض تصف فيها فاروق: “بسمو النفس وعلو الهمة وأداء فرائض الله واتباع أوامره، واجتناب نواهيه)ويكتب حسن البنا تحت عنوان [ملك يدعو وشعب يجيب إلى جلالة الملك الصالح فاروق الأول من الإخوان المسلمين] مواصلا جهوده ليعتمد فاروق على الجماعة، فيرفع إليه صورة من المظاهر التي لا تتفق مع الإسلام من بؤر الخمور ودور الفجور وصالات الرقص وأندية السباق والقمار والمرأة السافرة المتبرجة، وكيف أن حدود الله معطلة، ويطلب منه أن يصدر أمراً ملكياً بألاّ يكون في مصر المسلمة إلاّ مايتفق مع الإسلام “فإنه مائة ألف شاب مؤمن تقي من شباب الإخوان المسلمين في كل ناحية من نواحي القطر، ومن ورائهم هذا الشعب، كلهم يعملون في جد وهدوء ونظام يترقبون هذه الساعة... إن الجنود على تمام الأهبة، وإنّ الكتائب معبأة وقد طال بها أمد الانتظار” وهكذا ترى ان الجماعة دائما لديها الجنود على اهبة الاستعداد منذ اكثر من ثمانين عاما متصلة!!!!
أما حسن الهضيبي ففور تعيينه مرشداً عام يذهب إلى قصر عابدين في [14/11/1951] ليوقع في سجل التشريفات مظهراً تأييده وطاعته لقاتل شيخه ويصحبه في ذلك لفيف من قادة الإخوان ونشرت صحيفة الجمهورية صورة موثقة من التوقيعات ).
وهذه كانت ايام العسل بين الملك وبين الجماعة والتى جاءت بعدها ايام الهجر والبعاد والتى تمثلت فى حل الجماعة وقتل مؤسسهاهذا فصل من فصول الغرام والشبق السياسى بين الجماعة المباركة وبين الحكام , بين المشاركة فى الاضراب وبين تجاهله وعدم المشاركة فيه , بين الرغبة وبين الخوف , انه الشبق السياسى للجماعة الطاهرة.
احمد ابو المجد

الخميس، 24 أبريل 2008

عم حسنى العربجى


عم حسنى العربجى
كان من حسن حظى ان يجلس بجوارى فى الاتوبيس عم حسنى , ذلك الرجل الكهل على مشارف الثمانين,ذو الصوت الاجش , والشعر المصبوغ بغير عناية .........., فقد حمى وطيس الحوار فى الاتوبيس بين الركاب عندما مر الاتوبيس بجوار جامعة عين شمس التى تصطف امامها عربات الامن المركزى والمصفحات ,مما دفع رجل فى الاربعين من عمره ,ليعلق قائلا : "حتى الجامعة بقيت زى السجن " , ذلك التعليق الذى استفز ركاب الاتوبيس للحديث المتداخل والمتشعب عن الغلاء ورغيف الخبز والبطالة والقمع .....الخ وتطور الحديث بفعل شاب فى العشرينات من عمره يرتدى نظارة طبية ويحمل مجموعة من الكتب الى الحديث عن اضراب 4ابرايل وسقوط قتلى فى المحلة والقبض على اسراء عبد الفتاح صاحبة الدعوة الى الاضراب على الفيس بوك وغيرها من الشباب, وتباينت الاراء فى الاتوبيس بين مؤيد ومعارض لفكرة الاضراب والتظاهر وبين مؤيد للاضراب بل وللعصيان المدنى والتشابك مع قوات الامن , وبين هذا وذاك دار الحوار , الذى قطعه الجالس بجوارى بصوته الاجش بقوله : "وماله لما الحكومة تأدب الشعب , امال انتوا عايزينها فوضى وخلاص, بصراحة احنا شعب ما بيمشيش الا بالكرباج , قال اضراب قال " لم يكد جارى فى الكرسى ان ينهى كلامه حتى تباينت ردود فعل ركاب الاتوبيس بين الضحك والسخرية وبين ازدياد حالة الرفض والعصبية , مما دفع جارى العزيز الى خفض صوته واختصاصى بحديثه , بقوله :" محسوبك( حسنى ) شيخ العربجية فى مصر القديمة , انا بقالى حوالى ثلاثين سنة بشتغل عربجى على عربية كارو , كل يوم الصبح اخرج على رزقى انا والحمار, ويشهد ربنا ان الحمار بتاعى اغلى عندى من ام العيال , لكن لازم اضربه علشان يمشى , اه الحمل ساعات بيبقى تقيل عليه وعلى العربية لكن اعمل ايه , هو اتعود على الضرب علشان يمشى , وانا لازم اضربه علشان اوصل الحاجة للزباين ,واهى الحياة كده يوم حلو ويوم مر ولازم نصبر" انتهى عم حسنى من حديثه لكنه تركنى فى حيرة من امرى فى محاولة للاجابة على سؤال هل نحن نعيش فى عربة كارو ؟
احمد ابو المجد
محامى الفقراء عم حسنى العربجى
كان من حسن حظى ان يجلس بجوارى فى الاتوبيس عم حسنى , ذلك الرجل الكهل على مشارف الثمانين,ذو الصوت الاجش , والشعر المصبوغ بغير عناية .........., فقد حمى وطيس الحوار فى الاتوبيس بين الركاب عندما مر الاتوبيس بجوار جامعة عين شمس التى تصطف امامها عربات الامن المركزى والمصفحات ,مما دفع رجل فى الاربعين من عمره ,ليعلق قائلا : "حتى الجامعة بقيت زى السجن " , ذلك التعليق الذى استفز ركاب الاتوبيس للحديث المتداخل والمتشعب عن الغلاء ورغيف الخبز والبطالة والقمع .....الخ وتطور الحديث بفعل شاب فى العشرينات من عمره يرتدى نظارة طبية ويحمل مجموعة من الكتب الى الحديث عن اضراب 4ابرايل وسقوط قتلى فى المحلة والقبض على اسراء عبد الفتاح صاحبة الدعوة الى الاضراب على الفيس بوك وغيرها من الشباب, وتباينت الاراء فى الاتوبيس بين مؤيد ومعارض لفكرة الاضراب والتظاهر وبين مؤيد للاضراب بل وللعصيان المدنى والتشابك مع قوات الامن , وبين هذا وذاك دار الحوار , الذى قطعه الجالس بجوارى بصوته الاجش بقوله : "وماله لما الحكومة تأدب الشعب , امال انتوا عايزينها فوضى وخلاص, بصراحة احنا شعب ما بيمشيش الا بالكرباج , قال اضراب قال " لم يكد جارى فى الكرسى ان ينهى كلامه حتى تباينت ردود فعل ركاب الاتوبيس بين الضحك والسخرية وبين ازدياد حالة الرفض والعصبية , مما دفع جارى العزيز الى خفض صوته واختصاصى بحديثه , بقوله :" محسوبك( حسنى ) شيخ العربجية فى مصر القديمة , انا بقالى حوالى ثلاثين سنة بشتغل عربجى على عربية كارو , كل يوم الصبح اخرج على رزقى انا والحمار, ويشهد ربنا ان الحمار بتاعى اغلى عندى من ام العيال , لكن لازم اضربه علشان يمشى , اه الحمل ساعات بيبقى تقيل عليه وعلى العربية لكن اعمل ايه , هو اتعود على الضرب علشان يمشى , وانا لازم اضربه علشان اوصل الحاجة للزباين ,واهى الحياة كده يوم حلو ويوم مر ولازم نصبر" انتهى عم حسنى من حديثه لكنه تركنى فى حيرة من امرى فى محاولة للاجابة على سؤال هل نحن نعيش فى عربة كارو ؟
احمد ابو المجد
محامى الفقراء

الأربعاء، 9 أبريل 2008



جريدة المصرى اليوم
ناشط يسجل شرائط توعية بحقوق الإنسان.. ويوزعها علي سائقي الميكروباص مجاناً
كتب هيثم دبور ٤/٤/٢٠٠٨

أحمد أبوالمجد ناشط حقوقي ومدرب في مجال حقوق الإنسان يدعي أحمد أبوالمجد - يجهز حالياً لإصدار ٣ آلاف شريط كاسيت تضم دروساً لتوعية سائقي الميكروباصات بحقوقهم. أبوالمجد (٢٨ عاماً) يري أن مهنة سائقي الميكروباص مهمة، فهم أكثر الفئات التي تتعرض لانتهاكات ضباط الشرطة والأمناء يومياً، وأكثر من ينتهكون حقوق المواطنين بتعديهم المستمر علي الركاب وآداب المرور، ووجود هذه الشرائط ينمي وعي السائق والراكب.. أحسن من الأغاني الشعبية أو شرائط الدعاة التي يجبر السائق راكبه علي سماعها».
أبوالمجد يؤكد أن الفساد سيقل كثيراً إذا انتقلت مبادئ حقوق الإنسان إلي رجل الشارع العادي، ويقول: ستضم شرائط الكاسيت مواد قانون العقوبات والطوارئ والمرور وكيف يتعامل السائق والمواطن مع ضباط الشرطة، ومتي تنتهي سلطة الشرطة علي المواطن. ويضيف: العميد أحمد عاصم بيتكلم في الراديو كل يوم عشان يقول للسواقين الواجبات اللي عليهم دون أن يخبرهم بحقوقهم، ولم تفكر إدارة المرور يوماً في طبع كتيب تعريفي للسائقين.
وينتهي أبوالمجد من شرائطه خلال شهرين، حيث أعد المادة القانونية بنفسه، وانتهي من تسجيلها ويساعده في تمويلها مركز أندلس الحقوقي، وسيتم توزيع الشرائط مجاناً علي سائقي الميكروباصات ويقول: لا يجب أن تستفز الشرائط رجال الأمن أو المرور لأنها تعريفية وليست تحريضية، وتسهل مهمة رجال الأمن في المقام الأول.

الثلاثاء، 4 مارس 2008


حلم من صناعة عقلى

أحلامي كأرغفة الخبز..تمنحني الطاقة ..وكرغيف الخبز الطازج يكون حلمي في مهده ..وكرائحة الخبز تكون رائحة أحلامي ..في رأسي يختمر الحلم وينضج ليلتهم من عمري ما يستطيع من الأيام , وككل الفقراء دفعتني الحاجة إلى طابور الأحلام المدعمة للحصول على حلم يمنحني الدفء , ويشبع جوعي للأحلام , ويملأ رأسي .. وتسرب حلم البسطاء إلى عقلي حينما كنت طفلا ..اجلس أمام الشيخ في المسجد وهو ينثر بذور الأحلام في العقول... وينبت حلمي الأول ككل الأطفال , أن أصبح بطلا.. وبحثت عن البطل ..فوجدته في التاريخ والحاضر عندنا..يمسك سيفا أو مدفع. ويجاهد ..ويقاتل ..كل الأشرار ..الكفار..فحمزة أسد الله وخالد بن الوليد سيف الله وصلاح الدين الايوبى الناصر .. حلما لم اصنعه لكنى أخذته لأني لم أجد غيره , فالأحلام الرخيصة هي ما تناسب الفقراء ..وكان لابد أن احلم وان يكون لي حلم.. حلما يجعلني بطلا ..انتصر أو أموت ..حلما تحبه السماء ..ويحبه أهل الأرض من حولي , من اجل كل هذا كان حلمي الأول أن أصبح بطلا في جند الله وكانت جماعة الأخوان المسلمين أول جيوش السماء التي قابلتها في الأرض .. وككل الجنود ولان الجندي لا يسأل..لا يفكر .. فهو يطيع و يذعن و يرضخ و يسلم..استسلمت للحلم وتقاسمته مع آلاف الأخوان وملايين جنود الله وتعاطيت الحلم وأدمنته صباحا ومساءا في الشارع والمسجد والمدرسة والجامعة..وتوقف عقلي عن الدوران في فلك التفكير .. حتى أصبحت ترسا في آلة من آلات السماء التي تدور لتصنع عباد الله وجيش الله , ليحاربو أعداء الله , لكن شرارة من نار المعرفة طالت ثوب الحلم , ودفعني الفضول الانسانى ذات يوم لاقف اسمع ما يقوله أعداء الله في الجامعة من كلمات , قال لي اخوانى عنها أنها مصايد الشيطان, لكن فضولي دفعني لمعرفة حيل الشيطان , فقد كنت دائما اعتقد أنني أقوى من كل شياطين الأرض , وشبت نيران المعرفة في جسد الحلم , فاحترق الحلم كما يحترق الشيطان عند طلوع الشمس, وأضاءت نيران المعرفة عقلي , فعاد يبصر طريقه ويبحث عن حلم يزرع قمحه , ويجنى سنابله , ويطحن حبه , ويعجنه بماء العلم , فيضحى حلما من صنعي لا يأكل عقلى , لكنه يمنحه الطاقة ليعيش ويقوى ويفكر ويواجه ...فكان حلمي الحقيقي الأول أن أعيش حرا.. بعقل حر.. يفكر بحرية.. ويعبر عن أفكاره بحرية.. ويدعو إليها بحرية.. فقد تعلمت أن الحرية هي الكنز الذي نفتقده بعدما كبلت عقولنا الموانع والسدود والعقبات من العيب والحرام والتقاليد والخرافات والأباطيل والممنوعات والتابوهات حتى خنقت عقولنا ومنعت عنها أكسجين الحياة , فأصبحت حياة مخنوقة , ومن اجل ذلك بدأت الدفاع عن حريتي التي احلم بها وابحث عنها , بعدما أدركت أن جدار القمع والاستبداد والرجعية الذي نعيش خلفه ما هو إلا مجموعة من الأحجار تكونت عبر سنوات طويلة تراصت بجوار بعضها البعض فكونت هذا الجدار الضخم من الجهل والتخلف والقمع , لذلك كان واجبا على أن أدرك أن هذا الجدار سيزول بذات الطريقة التي تكون بها , فشرعت في تحطيم هذا الجدار حجرا حجرا وقطعة قطعة , إيمانا منى , أن على الإنسان أن يبدأ ...., عليه أن يضئ شمعة خير له من أن يلعن الظلام ألف عام , فبدأت بشيوخ الظلام ودعاة الجهل وكهنة معبد الخوف الذين يحفرون الخوف في قلوبنا لنظل متخبطين في جهلنا , هؤلاء الذين يزرعون الكراهية في قلوب البسطاء مستغلين جهلهم ويرهبون أصحاب العقول لإعاقتهم عن المبادرة ..... وبحثت عن الوسائل التي أواجه بها طرق الاستبداد فوجدت الكثير منها سهلا ميسرا لا يكلفني الا بعضا من وقتى أهبه لنفسي أولا وللآخرين للمساهمة في صناعة الحرية وبحثت عن اسلحتى فوجدت قلما قادرا على إزهاق روح الجهل فبدأت بعمل مدونتى على شبكة المعلومات الدولية الانترنت ( مدونة محامى الفقراء)
وارسلت مقالاتى لكل الجرائد والمجلات التى يمكننى الاتصال بها, واستجابت لى بعض هذه الجرائد ونشرت لى حتى ان بعضها اصبحت انشر فيه بصفة مستمرة ومنتظمة , ولم اكتفى بالكتابة فقط , ولكن اردت ان استخدم مهنتى كمحامى ومعرفتى بالقانون في تفعيل القانون المحلى والاقليمى والدولى عن طريق نشر الوعى القانونى وتبسيط المفاهيم القانونية للبسطاء من الناس من خلال إعطاء محاضرات عن الحقوق والحريات فى الاماكن العامة ومراكز الشباب وتجمعات الشباب, فوعى الانسان بحقوقه هو اهم ضمانة له حتى لايتعرض لانتهاك هذه الحقوق ,فكثير ما يلعب الجهل بالحق دورا فى تمكين المعتدى من اعتداءه ,فمعرفة الحق هو اول الطريق للمطالبة به , وفى هذا الاتجاه – اتجاه نشر الوعى – طرحت فكرة لماذا لاتقوم وزارة الداخلية بمحو امية عساكر الامن المركزى الذى يقدر عددهم بالملايين بمحو أمية هؤلاء الجنود خلال فترة تجنيدهم التى تبلغ ثلاث سنوات متصلة وكتبت مقالة عن هذه الفكرة واتخذت اجراءت عملية لإقامة دعوى قضائية امام القضاء الادارى لالزام الوزارة بذلك بحكم قضائي فمن الأنانية ان ينظر المثقفين والنخبة لانفسهم ويطالبوا بالحرية وابناء مجتمعاتهم يفترسهم الجهل والامية... ,ولم اقف عند حد نشر الوعى بالتثقيف القانونى , ولكن اردت ان اخلق حالة حوار مجتمعى عن قضية هى من اهم قضايا مجتماعتنا , الا وهى قضية قبول الاخر والتى تتداخل مع قضية المواطنة انطلاقا من قاعدة المساواة بين البشر تلك القاعدة التى تبنى عليها كل حقوق الانسان وحرياته , هذه المفاهيم التى يسبب غيابها فى مجتمعاتنا كوارث تتراكم , منها حالة الاحتقان الطائفى المتزايد وبخاصة بين المسلمين والاقباط والتى تتصاعد وينتج عنها حوادث عنف تضر بالجميع ,فبعد دراسة هذه الظاهرة دراسة متأنية وبعد متبعة الإحصائيات الخاصة بها استقر في يقيني أن من أهم اسباب الاحتقان الطائفى هو تشويه رجال الدين من الطرفين للآخر وبث روح العداء والكراهية, وصبغ هذا العداء بالقداسة وكأنه امر من الله , فأردت ان اوقف هذه المهزلة ووجدت أن تفعيل القانون هو محور من أهم المحاور التي يمكن العمل عليها وبخاصة ان القوانين تجرم ازدراء الأديان والتحريض ضد فتقدمت ببلاغ ضد احد هؤلاء الشيوخ لأنه كان يسب الإنجيل بألفاظ وعبارات يجرمها القانون ويحرض على احتقار المسيحيين والتربص بهم , فكان زلزالا لأنه كان أول بلاغ ضد شيخ مسلم من شخص مسلم لأنه سب الإنجيل, وأسست البلاغ على الحق والحرية في الاعتقاد الذي يتضمن حق الإنسان في ألا يسب احد معتقداته , وأحدث البلاغ حالة حوار مجتمعي أوقن إنها مجرد حجر ألقيته في الماء الراكد ليس إلا, وحجرا صغيرا حطمته فى جدار احتكار الحقيقة والكراهية المقدسة وفى هذا الطريق ولاني مررت بتجربة الانتماء إلى الجماعات الإسلامية , هذه التجربة التي اتاحت لي التعرف على العقلية الأصولية من الداخل خاصة وان المنهج الفكري والتربوي وآليات التجنيد والاستقطاب داخل هذه الجماعات هي مناهج تلقينية في اغلبها غير مكتوبة , ولا يطلع عليها إلا من مر بهذه التجربة وكان قادر على التخلص من هذه الأفكار وتحرير عقله , من اجل ذلك طرحت فكرة تنقية كتب التراث مما يشوبها من أفكار ومعتقدات عدائية تجاه الأخر , وذلك ليقيني من قوة تأثير كتب التراث على مجتمعاتنا وبخاصة كتب ابن تيمية وابن القيم , هذه المرجعيات التي كتبت في ظل الحروب الصليبية وحروب التتار فجاءت مفعمة بالكراهية والعداء تجاه الأخر, من اجل ذلك كانت صيحتي لتنقية ومراجعة كتب التراث لإعادة صياغة مفاهيم المجتمع بصيغة الحرية والمساواة حلقة فى مسلسل بحثى عن الحرية لى وللاخريين لانى اؤمن ان الحرية لابد ان تمر على المجتمع قبل ان تصل لى, ومازال النهر يجرى فى عقلى يمدنى بمياه الحرية المقدسة التى تروى ذهني لتتفتح فيه أزهار سنابل احلامى الحقيقية التى تصنعها ارادتى .
احمد ابو المجد
محامى الفقراء
http://loweregypt.blogspot.com/