الخميس، 8 أبريل 2010

وجوه 6 ابريل


أنتهت المحاماة (مهنتى الاليفة) من إلتهام عشر سنوات من عمرى , ولكنها مازالت قادرة على منحى المزيد من الدهشة ..والمتعة... والصخب.. و(الوجوه الجديدة) بعد أن ظننت أن مهنتى الأليفة قد أفرغت كل ما لديها من (وجوه) , فحتى ليلة أمس كنت أظن ان رحلتى فى المحاماة قد استنفذت كل ما لديها من وجوه يمكن أن أراها ,وان ما تبقى من هذه الرحلة هو إعادة رتيبة لما سبق( وجوه القضاه).. البشوش ..والمتهجم ...والمسطح ,و(وجوه وكلاء النيابة) ..المهذب .. والمتعجرف ..والمضطرب , و(وجوه العسكر) ...المتشفى ..والمتسلط ...والمتلصص, و(وجوه المتهمين) ..الحزين.. والمهزوم ...والمنكسر ... واللا مبالى .......عشر سنوات مرت بمئات وربما آلاف الأدوار مدافعا او مدعيا عن وضد جيش من البشر من كافة المستويات المادية والاجتماعية والثقافية , وبالامس كنت على موعد مع مهنتى فى محكمة جنوب القاهرة لنحتفل ببداية عامنا العاشر بوجوه جديدة صنعها الامل , أنهم شباب 6 أبريل الذين تم القبض عليهم فى إحتجاجات أمس , وذهبت لحضور التحقيقات معهم وسط كتيبة الدفاع عن الحريات من الزملاء المحامين , مصطفى طالب الحقوق وشريف طالب الهندسة , وجوه جديدة لم أعتاد عليها كمتهمين فى قضايا المظاهرات ,وجوه قادرة على إثارة دهشتى واعجابى واحترامى , ثقة بالنفس .. وتنظيم لافكارهم .. وثبات .. وروح مرحة .. بالرغم من مرورهم بيوم طويل وشاق وصعب, وبالرغم من انها تجربتهم الاولى (كمقبوض عليهم وربما الاولى فى التظاهر ) , الا انهم كانوا يتكلمون امام المحقق عن حقهم فى التظاهر ويتمسكون بحقهم فى اثبات كل ما تعرضوا لهم من قسوة واعتداء , كل ما استطيع ان اؤكده ..هو أن هناك شئ جديد , مختلف , يحدث فى مصر , شئ لم نعتاده , وجوه لم يدفعها للتظاهر (سمع وطاعة ) الاخوان ولا (الالتزام الحزبى ) فى الاحزاب ولا ( طنطنة) التيارات السياسية ... سيناريو لم يكتبه أهل السياسة ولن يؤديه أبطال التنظير والايديولجيا ...انها وجوه جديدة .. دماء جديدة .. هذا كل شئ ... وهذا ما نحتاجه


احمد ابوالمجد
7 ابريل 2010