السبت، 16 فبراير 2008

انتصار ومنتصر..........أحداث في ليلة عيد الحب


انتصار ومنتصر..........أحداث في ليلة عيد الحب

تنويه : لا يوجد اى رابط بين خاطرة انتصار وخاطرة منتصر إلا ان هذه الخواطر جاءتني فى ليلة واحدة هي ليلة عيد الحب ...

انتصار

عشر سنوات مضت على هذه الليلة – ليلة عيد الحب 14 فبراير 1998 – ولكني أجد إلحاح من داخلي عجيب يدفعني للكتابة عن (انتصار ) و(سعيد ) وقصة الحب المستحيل بينهما , تدور إحداث القصة عندما كنت اعمل (كاشير ) في مطعم تيك آواى فى مدينة نصر فى فترة المساء لأجمع مصاريف الدراسة فى الجامعة ولأتمكن من الإنفاق على المنشورات التي كنت اكتبها و أوزعها في الكلية ,هذا العمل الذي اتاح لي ان التقى واتعامل مع سيل من البشر بكافة الإشكال والطباع والعادات في سن مبكرة أصقلت تجربتي في الحياة ...وكانت انتصار وحبيبها سعيد من أهم هذه الشخصيات , وانتصار فتاة في بداية العقد الثاني تمتلك قدرا من الجمال كان مؤهلا لها للعمل في أقدم مهنة في التاريخ – فتاة ليل – وسعيد كان هو الحبيب والقواد فى آن واحد !! , فى قصة تتحدى كل قصص الحب الكلاسيكية ,روميو وجلييت , عنتر وعبلة ...الحبيب هنا يبيع جسد حبيبته ويبحث دائما عن فارس لهذا الجسد يدفع الثمن ... إحداث وأشخاص وأشياء كثيرة طعنتي في براءتي ونقائي الفطري ونظرتي إلى الأشياء بلونين الأبيض والأسود فقط , لكن تبقى قصة انتصار وسعيد من أهم هذه الأحداث , في البداية صعقتني هذه الحقيقة- انها عاهرة وانه قواد – عندما اخبرني بها احد عمال المطعم الخبثاء ليرى رد فعل , فقد كان يستمتع برؤية تعبيرات الصعقة على وجهي المتجهم , عندما يفسد سذاجتي ويكشف لى عن أسرار هذه الحياة , فى البداية اقتصرت معاملتي معهما على مجرد كتابة الطلبات على الماكينة والحساب فقط , وكنت أتعمد الاستغفار والاحتساب والحوقلة بصوت عالي في اسلوب يعلن عن رفضي لوجود هذه الكائنات في الحياة, وكان الضحك المكتوم هو رد فعلهما فى اغلب الأحيان ... ليالى كثيرة مرت ومياه كثيرة جرت فى نهر عقلى حتى اتمكن من التخلص من دهشتى وغضبى ورفضى تدريجيا , ولا ادرى هل هو الفضول ام الإنسانية من جانبى ام الرغبة فى الدفاع عن نفسيهما من جانبهما هو ما دفعنا الى الحوار وتبادل اطراف الحديث بل والفضفضة .. ليالى طويلة مرت حتى اتعرف على تفاصيل حياة العاشقين فى الدقائق القليلة التى يقفان لتناول السندوتشات , اؤمن انه لايوجد عذر او مبرر للانسان فى ان يبيع جسده او يتاجر فى جسد من يحب او حتى من يكره , لكنه دائما الفقر الفقر لعنه الله , يأبى الا ان يكون بطلا فى قصة حياة البوساء , لم تكن القصة جديدة فقد كانت ككل قصص الافلام العربية القديمة التى تلجأ فيها البطلة الى الرذيلة لانقاذ حياتها او حياة شخص قريب منها , ودائما هى ضحية الظروف , لكن السؤال الذى كان يلح على عقلى هو كيف تنشأ علاقة حب وتستمر بين القواد والعاهرة وهو يبيع جسدها فى كل ليلة؟؟ , الغيرة فى كثير من الاحيان تدفع الحبيب او الزوج الى القتل لمجرد علمه او شكه فى خيانة حبيبته او على الاقل انهاء العلاقة للابد , لكن كيف تقوم علاقة حب بين ديوث ومومس ؟؟؟ كيف تقبله ويقبلها ؟ ربما لم امتلك الشجاعة على مواجهتهما بالسؤال لكن المرأة التى تحترف لغة الجسد والرجل الذى يقرأ الرغبة فى العيون , لم يكن من الصعب عليهما قراءة ما يدور فى عقلى من اسئلة , وفى هذه الليلة – ليلة عيد الحب – تكلمت انتصار لتعطينى درسا فى قدرة الانسان على المستحيل عندما يرى نفسه ويقبلها على حقيقتها فيتصالح مع ذاته ويواجه نفسه ويعترف امام ضميره بحقيقته , عندها فقط لن يحتاج الانسان الى ارتداء الاقنعة , قالت لى انتصار : انها تعرف انها ساقطة , مومس, فتاة ليل , ...ربما ترفض الظروف التى دفعتها الى ذلك لكنها لاتنكر حقيقتها , ولانها تعرف حقيقتها فهى دائما تضع نفسها امام هذه الحقيقة وهى تواجه نفسها و الحياة والناس , لانها تعرف انها بائعة هوى فهى تتصرف كبائعة هوى فى كل شئ , فهى لا تدعى الشرف ولا ترتدي أقنعة العفة , وضربت لي مثالا عندما روت لى ان بعض صديقاتها فى ذات المهنة نصحوها بان ترتدى النقاب لتتستر به اثناء دخولها وخروجها من الشقق حتى لا تثير انتباه الامن وحراس العمارات , لكنها رفضت أن تتستر بزى يحمل معاني دينية... لا تعجب فقد كانت صاحبة مبدأ ..وبذات المنطق كان سعيد يواجه نفسه ويتصالح معها , فهو يعلم انه قواد لحبيبته يقودها إلى أحضان الرجال من اجل المال , ومن اجل المال يبيع رجولته, هو يرفض الظروف التي دفعت به إلى ذلك لكنه لا يخدع نفسه ولا يخدع الآخرين , وهذا هو السر الذي كان قادرا على ان يخلق الحب فى قلب انتصار وسعيد – القواد والعاهرة – بالرغم من كل شيء ( الحب المستحيل ) فقد عرف كل منهما نفسه وواجهها وقبلها على ما فيها من خير وشر وتصالح مع ذاته فلم يعد بحاجة إلى الخداع وادعاء الشرف , وأسوء ما يمكن ان يفعله الإنسان هو أن يخدع نفسه ,واجهت انتصار حقيقتها وواجه سعيد حقيقته فأستحقا الحياة بدون قناع بالرغم من كل شيء واقتسما الحب والمتعة والمال بنفس راضية ...


منتصر

اخيرا .. اجتمعت لجنة الحريات في ليلة عيد الحب 14 فبراير 2008 لمناقشة ما تناولته الصحف ومنتدى المحامين العرب من الاتهامات المتبادلة بين الاستاذ منتصر الزيات( محامى الجماعات الاسلامية ) ( مقرر لجنة الحريات ) والأستاذ سعد حسب الله( محامى الجماعات الإسلامية ) بالمتاجرة بقضايا تعويضات ضحايا العبارة السلام 98 ومحاولة كل منهما الانفراد بالقضية وسحبها لمكتبه الخاص بعيد عن لجنة الحريات ... بدأت الاتهاما بما قرره الاستاذ سعد حسب الله بكشف عن وجود اتفاق بين الاستاذ منتصر ومحامى ايطالى لتولى الدفاع فى القضية مقابل 25 % من قيمة التعويضات التى ستكون بمئات الملايين , بعد ان قام الاستاذ منتصر بسحب ملف القضية من اللجنة بقرار شخصى منه بالمخالفة لقرار مجلس النقابة العامة , ثم جاء الرد من الاستاذ محمد هاشم الذى اوضح ان الاستاذ سعد حسب كان بينه وبين الاستاذة فاطمة الزهراء خلاف من اجل حرص كل منهما على اخذ القضية الى مكتبه الخاص , ولهذا تدخل منتصر بسحب الملف ............ووسط كل هذه الاتهامات اجتمعت اللجنة وكأن عن روؤس الأعضاء الطير وبدأ الاجتماع بكلمة الاستاذ منتصر الذى استنكر فيها مجرد توجيه اى اتهام له او مناقشته فيما طرحه الاستاذ سعد!!! فهو كما ذكر اكبر بكثير من السؤال والاستفسار, كما اعلن انه لايمكن مساوته بالاستاذ سعد حسب الله واكتفى بالقسم واليمين انه لم يستفيد من وراء هذه القضية !!! وانهى كلمته باللوم والتقريع الموجه إلى الأساتذة محمود رضوان واسعد هيكل لانهما لم يدافعا عنه فى المنتدى كما كان يأمل –عشم أكيد له أسبابه - ؟؟؟؟؟؟ حضر الأستاذ سعد حسب الله الاجتماع متأخرا وطلب الكلمة إلا أن الأستاذ منتصر هاج وماج ووعد وتوعد ولم يعط له الكلمة !!! ليضرب مثالا رائعا فى ديمقراطية الجماعات الإسلامية ( ملحوظة : كان شعار الأستاذ منتصر في الانتخابات إسلام لا ينفى الآخر )
ووسط وجوم السادة أعضاء اللجنة الكرام قرر الأستاذ منتصر بقرار فردى شخصي !! إحالة الأستاذ سعد الى التحقيق!! لأنه افشى اسرار اللجنة للصحافة !!( ملحوظة : قرار الأستاذ منتصر جاء مخففا , فما جرى عليه العمل فى المافيا هو تصفية من يفشى اسرارها ), كما شكل الاستاذ منتصر بإرادته المنفردة لجنة التحقيق , نظرا لان الكبير كبير والنص نص والصغير ما نعرفهوش وانتهى الاجتماع ...
فى النهاية
انا لا اخشى على حقوق ضحايا العبارة من الارامل واليتامى فهم في ايدى أمينة
فالموضوع اصبح فى يد مجلس نقابة المحامين برئاسة السيد النقيب / الذى عاهدناه سيفا لا يعرف المجاملات ولا اللعب بالمتناقضات ولن يستثمر هذه الواقعة كورقة ضغط ضد الأستاذ منتصر لإرغامه طول الوقت على التصويت لقرارات النقيب التي يحتاج دائما إلى الأغلبية لتمريرها
وعضوية السادة اعضاء المجلس من الاخوان/ الذين لا يخشون فى الله لومة لائم ولا يؤثر فى قرارتهم وتصويتهم مكتب الارشاد او غيره .
وعضوية السادة اعضاء المجلس من قائمة النقيب/ الذين لا يهمهم من قريب او من بعيد التقرب والتودد للنقيب لضمهم الى قائمته السعيدة وخاصة مع اقتراب الانتخابات
ولكن كل ما اخشاه هو ان تتأثر العلاقة الحميمة بين الأستاذ منتصر والأستاذ سعد , هذه العلاقة التى استمرت ما يقترب من ثلاثين عاما اسس فيها الصديقان جماعة المحامين الإسلاميين ودافعا فيها عن آلاف المعتقلين ...لوجه الله
وها هم يختلفان اليوم
لذلك انا انصح كل منهما الى أن يتصالح مع ذاته ...ويرى حقيقتها ... ويقبلها ...عندها فقط سيستطيعا أن يقتسما الحب والصداقة والمال كما كانا دائما وستعود لجنة الحريات كما كانت ويا دار ما دخلك شر ...
احمد ابو المجد
محامى الفقراء
http://loweregypt.blogspot.com