الجمعة، 13 سبتمبر 2013

مقاتلات بلاد ماوراء الدائرى


  الطريق الدائرى ذلك الوحش الاسطورى  الذى يمتطيه الاغنياء للعبور الى مدنهم  الفارهة .. ويزحف الفقراء اسفله للعودة الى مقابرهم كل يوم.. لايجد الفقراء من يحميهم  الا ( فاتن وفتحية )  فهم اصدق انباء من التوك الشو...  كل يوم تتصارعان مع هذا الوحش لانقاذ ضحية القاها الفقر بين انيابه ..مجاهدات يحملن سلاح المعرفة لمواجهة الجهل والمرض والفقر فى بلاد ماوراء الدائرى  حيث يعيش الفقراء الذين تلوكوهم السنة ( محاربى التوك شو) من اهل السياسة  الذىن لم يصونو عرض ولم يحفظوا نفس ولم يغنوا او يسمنوا من جوع  ..  اهالى ماوراء الدائرى  لايعرفون من الحكومة الا وجهها القاسى متمثلا فى عربات الشرطة التى تقبض على ابنائهم وتسومهم سؤ العذاب لكنها لا تقترب من اوكار المخدرات والسلاح ... وجه الحكومة الطيب لم يراه اهالى بلاد ماوراء الدائرى فلا توجد مستشفيات او مدارس او صيدليات او طرق او مواصلات... فمصر لم تكن فى يوما من الايام امهم ...لكنها دائما مرات ابوهم .
مسئوليات اسرية كاملة (زوج ..واسرة.. وابناء )   لم تمنع فاتن وفتحية من الذهاب يوميا ومبكرا  الى عملهم فى الجمعية الاهلية اللاتى يعملن بها   فى اطراف المرج,  لتبدان يوما شاقا اعتدن عليه منذ سنوات طويلة  , حيث بدأت كل واحدة منهن عملها كزائرة صحية .. تجوب منازل الفقراء على قدميها احيانا عشرات الكيلو مترات  او راكبة التوك توك او عربة نصف نقل يقودها طفل فى العاشرة من عمره  !  لتصل الى منزل ربما يكون فى الدور الارضى او تحت الارضى  ( بدروم ) حيث يعيش فى الغرفة عائلة او اكثر او تكون غرفة على السطوح لتصعد سلالم متهالكة مظلمة ضيقة  تتصارع فيها مع  ( صفائح  الزبالة  ) لتصل الى ام يغطى وجه طفلها الذباب  وتتصارع عليه الفيروسات والبكتريا ... فتجلس معها لتعلمها مالم تتعلمه من الايام والليالى ومالم يقوله ابناء الغوانى فى اجهزة الاعلام ..  تمر السنين عليهما فى العمل التنموى  ولا يتوقف دورهم على التوعية الصحية بغسيل اليد والنظافة  والتطعيمات .. فمن ذاق عرف .. ومن احياها فكانما احيا الناس جمعيا .. بالمعرفة تواجه فاتن وفتحية المرض  .. وبالمعرفة تمحوان الامية ... وبالمعرفة تعلمان النساء الحرف الصغيرة وادارة المشروعات المتناهية الصغر ... فى هدؤ يعملن وينتجن حياة .. باخلاق الفرسان وبابتسامة ملائكة الرحمة وبشجاعة الساموراى الاخير .. ينتصرن فى معاركهن على الفقر والجهل والمرض,  لم تعرف فاتن وفتحية الكاميرات ولم تتحدثن عن الفقراء امام الميكرفونات فى ندوة او مؤتمر  فهذه حيلة الضعفاء  اصحاب الضجيج بلا طحين .
فى مصر يوجد مئات وربما ألوف امثال فاتن وفتحية " زائرات صحيات ..رائدات ريفيات ..  مديرات و منسقات مشروعات تنموية " ينتشرن فى طول مصر وعرضها يعملن مع الفئات الاكثر فقرا  من اجل  التوعية الصحية  والسياسية ومحو الامية وتحسين دخل الاسر بالتعليم والتدريب على الحرف الصغيرة وادرة المشروعات الصغيرة , من اجل تغيير ملموس وحقيقى فى حياة الناس . كما يوجد فى مصر آلاف النشطاء والسياسيين  الذين يظهرون فى الفضائيات  ويملأون صفحات الجرائدة  و يتحدثون فى الندوات والمؤتمرات عن الفقراء وهم لم يروهم ولم يمدوا لهم يدا فى يوم من الايام .. وقديما قالوا " ليست النائحة كالثكلى "  ايهما اجدى وانفع ؟!

فاتن وفتحية حققن المعادلة الصعبة فى ان يتحول القول الى فعل ..والفعل الى فعل ايجابى وتغيير ملموس .. هما يعرفان طريقهما.. فكل الطرق تبدأ من عند الفقراء.. الحالمون بجيفارا طريق جيفارا ليس بارتداء ملابسه والجلوس على مقاهى الزمالك ووسط البلد للتنظير او حتى بالهتاف.. الطريق يبدأ من عند الفقراء ... الحالمون بالجنة طريق الجنة يبدأ من عند الفقراء... الحالمون بالوحدة العربية طريق الوحدة والامة الواحدة يبدأ من عند الفقراء ...طريق  االثورة وتحقيق مطالبها يبدأ من ذلك الطريق الذى سلكته فاتن وفتحية من بلاد ما وراء الدائرى





ليست هناك تعليقات: